فما ذكر مقبل من كثرة رواة حديث: (( الأئمة من قريش )) عن أنس لايدل على صحته، حيث أن الحديث يمكن الأمويين تكثير رواته لأن لهم فيه غرضا سياسيا(1).
ولذلك غضب معاوية لما سمع بحديث: إنه سيكون ملك من قحطان، كما في (البخاري ج 13 ص 102، 103 من شرح ابن حجر على البخاري) فهذا الوجه لمن نفى صحته، وهو يبين أنه لم ينفها مجازفة واتباعا للهوى، ولا احتجاجا بمجرد قول عمر.
*****
* قال مقبل: يقولون في الأحاديث: هذا آحاد وهذا أصول وهذا فروع.
وجعل ذلك ترهات.
والجواب: إن هذا من مقبل تسوية بين المعلوم والمظنون وهو خطأ،
لأن المعلوم يحصل العلم اليقين منه فتنبني عليه العقيدة الصحيحة في العقائد الأصولية. أما المظنون فلا يحصل به الاعتقاد المبني على العلم بل إذا بنيت عليه عقيدة كانت ضعيفة تحتمل الخطأ والصواب، لأن الظن يخطئ ويصيب، وخبر الآحاد في الغالب لايحصل به علم اليقين، ولو وجب أن تبنى عليه العقائد لكان معظم الفرق علىحق، لأنهم يروون روايات يصححون بها عقيدتهم ويوثقون الرواة منهم ولايمكن أن تكون العقائد المختلفة كلها حقا، ولا أن يكلف الإنسان باعتقاد ما ظنه ولو باطلا.
Bogga 25