وحكا الذهبي في (الميزان) في ترجمة أيوب بن عبدالسلام أن ابن حبان روى عنه أنه روى عن ابن مسعود: (( إن الله إذا غضب انتفخ على العرش حتى يثقل على حملته )) قال: رواه حماد بن سلمة(1).
فنعوذ بالله من مثل هذا الكلام، فإنه يقود إلى تشبيه الله بخلقه وعبادة غير الله، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا، {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}(2)، {لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير}(3).
*****
* قال مقبل: يتركون الأحاديث المتواترة، مثل (حديث النزول) لأجل
الوسوسة.
والجواب: إن ترك اعتماد ما يوهم الحديث من التشبيه واعتباره
من المتشابه لابأس به، لأنه ليس ردا للحديث وإنما هو اتباع للمحكم وجعل المتشابه على معناه الصحيح ، لا على ما يتوهم منه من تشبيه الله بخلقه، لأنه جمع بين الأدلة واتباع للمحكم الذي هو أم الكتاب، أي المرجع الذي يرجع إليه ولو كان لكم أن تجعلوهم قد نبذوا الحديث وردوه ردا ورفضوه رفضا من أجل تأويله، واعتمادهم على العقل والمحكم كان لهم أن يقولوا: إنكم قد رددتم القرآن ورفضتموه لمخالفتكم قول الله تعالى: {ليس كمثله شيء}(4)، وقوله تعالى: {وهو معكم أينما كنتم}(5).
Bogga 21