لا يدري، فإنه لا يتوقف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومباداة أعداء الله ورسوله وأعداء دينه بالعداوة والبغضاء على كون أعداء الله ورسوله لا يقولون لأحد شيئًا، بل يتعوذون من شرهم لأن مباداة أعداء الله بالعداوة والبغضاء هو الواجب، وترك ذلك من المداهنة، وللشيطان وأعوانه غرض في الطائفتين قال تعالى: ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾ [القلم:٩] .
وثمود لو لم يدهنوا في ربهم
...
لم تدم ناقتهم بسف قدار
وليس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شرٌّ كما يقوله هذا الجاهل.
فإن كان الكلام مع جهمي ينكر علوا الله على خلقه، ويعطل أسمائه١ وصفاته، كان هذا الفعل خيرًا محضًا لا شر فيه وتسميته شرًا يوقع في الفتنة التي توبق صاحبها، وتحلق بأهل الوعيد، نعوذ بالله من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، وكذلك لو كان هذا مع إباضي، أو مع عباد القبور، والأمر أشد من ذلك وأعظم.
فإن كان مع من يواليهم، ويجالسهم فقوله لأحدهم: يا كافر أو يا جهمي خطأ٢، فإنه لا يقال هذا إلا لكافر أو جهمي
_________
١ في الأصل "أسمائه".
٢ في الأصل "خطاء".
1 / 33