بها عن المحسود أو يهلك هو في تلك الحركات الحسية الفعلية والقولية ولذلك قيل حاسد النعمة لا يرضيه إلا زوالها وما دام الباعث في القوة الغضبية قائما فهي قائمة متحركة ومحركة وكثيرا ما يؤثر السعاية بين يدي الأمراء والمسلطين لعلم الساعي بقدرتهم على تنفيذ أغراضه ولقرب طباعهم إلى قبول قوله من الغير لمشاركتهم في الطباع وغلبة القوى الشهوية والغضبية فيهم ولكن كثيرا ما يؤثر حركة الحاسد في إزالة نعمة المحسود لمحة من لمحات الله للمحسود بعين العناية فيحرسهم ويزيد نعمتهم فلا يتوجه للحاسد عليهم سبيل و إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق فيصير بغيهم سببا لخراب الأرض فيفسد الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذ قد عرفت أنه لا حسد إلا على نعمة فإذا أنعم الله على أخيك بنعمة فلك فيها حالتان إحداهما أن تكره تلك النعمة وتحب زوالها وهذه الحالة تسمى حسدا والثانية أن لا تحب زوالها ولا تكره وجودها ودوامها ولكنك تشتهي لنفسك مثلها
Bogga 56