لا يوجد إلا بمحله لكنه موجود حقيقة فإن وجود العرض ليس هو بعينه وجود المحل إذ قد يوجد المحل بدون العرض ثم يوجد ذلك العرض فيه كالجسم إذا حل فيه السواد بعد أن لم يكن والثاني هو الموجود بالعرض كإعدام الملكات والأمور الاعتبارية الذهنية التي لا تحقق لها في الأعيان ويقال إنها موجودة في الأعيان بالعرض.
قال: وأما الموجود في الكتابة والعبارة فمجازي.
أقول: للشئ وجود في الأعيان ووجود في الأذهان وقد سبق البحث فيهما ووجود في العبارة ووجود في الكتابة والذهن يدل على ما في العين والعبارة تدل على الأمر الذهني والكتابة تدل على العبارة لكن الوجودين الأولين حقيقيان والباقيين مجازيان إذ لا يحكم العقل بأن الشئ موجود في اللفظ والكتابة لكن لما دل عليه حكم على سبيل المجاز أنه موجود فيهما.
المسألة الأربعون: في أن المعدوم لا يعاد قال: والمعدوم لا يعاد لامتناع الإشارة إليه فلا يصح الحكم عليه بصحة العود.
أقول: ذهب جماعة من الحكماء والمتكلمين إلى أن المعدوم لا يعاد وذهب آخرون منهم إلى أنه يمكن أن يعاد والحق الأول واستدل المصنف عليه بوجوه الأول أن المعدوم لا يبقى له هوية ولا يتميز عن غيره فلا يصح أن يحكم عليه بحكم ما من الأحكام فلا يمكن الحكم عليه بصحة العود وهذا ينتقض بامتناع الحكم عليه بامتناع العود فإنه حكم ما والتحقيق هيهنا إن الحكم يستدعي الحضور الذهني لا الوجود الخارجي.
قال: ولو أعيد تخلل العدم بين الشئ ونفسه.
Bogga 67