302

Kashf Macaani

كشف المعانى فى المتشابه من المثانى

Baare

الدكتور عبد الجواد خلف

Daabacaha

دار الوفاء

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٠ هـ / ١٩٩٠ م

Goobta Daabacaadda

المنصورة

ب (بِرَبِّ) ثم ب (مَلِكِ) ثم ب (إِلَهِ) ما حكمة هذا الترتيب؟ وما فائدة إعادة الناس ظاهرا مع إمكان ضميره؟ . جوابه: أن الباري تعالى ربى الناس بنعمه أجنَّةً وأطفالا وشبابا، فقال: (رَبِّ النَّاسِ) فلما شبوا عرفوا أنهم عبيد لملك قاهر لهم، وهو الله ﷾، فقال: (مَلِكِ النَّاسِ)، فلما عرفوا وجوده وملكه سبحانه كلفوا بعبادته وأمره ونهيه وانفراده بالألوهية والعبادة، فقال: (إِلَهِ النَّاسِ) ف " رب ": أخص الثلاثة، لأنه يقال في الباري تعالى وفى غيره و"ملك ": أعم منه، وأخص من "إله "، لأنه يقال: ملك العراق ونحوه و"إله ": أعم الثلاثة، لأنه تعالى: ربهم، وملكهم، وإلههم، ولا يشاركه غيره في ذلك فحصل الترقى من صفة إلى صفة، لما في الوصف الثاني من التعظيم ما ليس فى الأول، وفى الثالث ما ليس في الثاني. وأما تكرار، (النَّاسِ): فإما لمشابهة رؤوس الآى كغيرها من السور، أو لأن الأوصاف الثلاثة أتى بها عطف بيان كقولك: الفاروق أبو حفص عمر، لقصد البيان فكان التصريح بلفظ "الناس " أصرح في البيان من الضمائر. وخص " الناس " بذلك: لأن غيرهم لا يدعى الربوبية، والملك، والألوهية فبين أنه إله من قد يوصف بذلك، فغيرهم أولى بأنه إلههم.

1 / 383