لا إله إلا الله الحمد لله الذي هو حليم لا يعجل بالعقوبة.
لا إله إلا الله الحمد لله الذي هو حنان أي رحمن. وهو منان أي منعم. ومنع أصحابنا هذا الوصف، قال ابن عباس: «والله ما أدري ما الحنان!». وذلك منع منه وإنما ذكرته لذكره في بعض الآثار، ولأنه كرحمن.
لا إله إلا الله الحمد لله الذي لا خالق سواه، فخلقه لا يحتاج إلى خلق لذلك الخلق، بل الخالق الفاعل لذلك الخلق بلا تقدم خلق لهذا الخلق. والتوحيد منا كسب لنا وفعل لنا وخلق من الله، وإن شئت فقل: فعل الله أيضا لا بمعنى الكسب والنطق والاعتقاد، حاشاه عن ذلك، بل معنى أنه الخالق له منا، والخلق فعل، والمعنى: أمره به وإنزال فرضه، وكتابته في اللوح المحفوظ. وكذا كل فعل لنا هو خلق الله وفعل له أيضا من حيث إنه خلقه، والخلق فعل، وكما أمر به ففعله فاعل فعله خلق له جل جلاله وفعل له أيضا؛ لأن الخلق فعل وأمره به، والأمر فعل، وكاتب له في اللوح المحفوظ، والكتابة فعل، ومعنى كتابة الله في اللوح أمره بها.
لا إله إلا الله الحمد لله الذي وحده حقيقة التوحيد من اعتقد أنه ليس كمثله شيء. وذكر أبو المؤثر أن هذا أقل ما يكون به الإنسان موحدا، أو أراد - والله أعلم - أنه أقل بالنسبة إلى ما يعرفه مع ذلك من الصفات والدلائل.
لا إله إلا الله الحمد لله الذي هو مريد لجميع الكائنات من <1/ 25> خلقه ولو معاص، ومن أفعاله سبحانه وتعالى.
لا إله إلا الله الحمد لله الذي لا يقال إنه مربد لصفاته الذاتية؛ لان ذلك حدوثها. ولا غير مريد لها لأن هذا يوهم الاضطرار .
لا إله إلا الله الحمد لله الذي لا يجب عليه من رزق وخلق وإيجاد عقل وإرسال الرسل وإنزال الكتب والثواب والعقاب وغير ذلك من أمور الدين والدنيا والآخرة.
Bogga 21