لا إله إلا الله الحمد لله الذي صفاته قديمة لا أول لها، وهي هو، عالم بالذات قادر بالذات لا بقدرة وهكذا، وإلا كان محلا لها تعالى أن يكون محلا، ولزم تعدد القديم. ومعنى قول ابن محبوب رضي الله عنه أن ذات الله هي قدرته ومشيئته (بواو العطف) في قوله: إنه وصفاته شيء واحد لا كالأشياء وأنه قادر بالذات شاء بالذات.
لا إله إلا الله الحمد لله <1/ 20> الذي صفاته ما لا أول له وما لا يتصف هو بخلافه وما لا يجتمع مع ضده في محلين كالعلم بأنه لا أول لعلمه ولا يتصف بالجهل، ولا يقال: علم كذا وجهل كذا، وما لا أول له لا آخر له وما له أول قد يكون لا آخر له، كالإنس والجن يدومون في الجنة والنار، والفعل ما له أول ويتصف بخلافه ويجتمع مع ضده في محلين، كالإعزاز والإحياء، أعز هذا ولم يعز ذلك، وأحيى هذا وأمات ذلك.
لا إله إلا الله الحمد لله الذي لا يتصف بالكلام النفسي وإلا كان ظرفا تعالى الله.
لا إله إلا الله الحمد لله الذي صفاته المعاني المصدرية، وكذا أفعاله، وأما اسم الفاعل والصفة المشبهة فذات وصفة، فالعلم والقدرة والإرادة والعزة ونحو ذلك صفات، والخلق والرزق (بفتح الراء) والإفناء والإعادة ونحو ذلك أفعال والعالم والعليم والقادر والقدير والمريد والعزيز ذات وصفات، والخالق والرازق والمغني والمعيد ذات وأفعال، إلا أنك قد علمت أن صفاته هي بمعنى أنها بالذات وإلا أن وزن "فاعل" من صفاته عز وجل صفة مشبهة؛ لأنه لا يدل على الحدوث وإنما سميته اسم فاعل لشبهه به، بخلاف اسم الفاعل من أفعاله فإنه ليس صفة مشبهة، إلا إذا لم يرد التعرض للحدوث، نحو: الخالق الله، والله خالق، بمعنى أنه ذو الخلق.
لا إله إلا الله الحمد لله الذي أفعالنا خلق منه وكسب منا لا جبر؛ ولو كانت إجبارا لم يكن عليها مدح ولا ذم ولا ثواب ولا عقاب ولا أمر ولا نهي ولا كتاب ولا رسول ولا نصب دليل.
Bogga 16