Kashifka Murugada
كشف الغمة
نقلة الأخبار والأشعار ، وتدوين الكتب الطويلة في ذلك، بل معرفة أجلاف العرب ممن قال بيتا أو أرسل مثلا، بل معرفة المغنين والمغنيات، ومعرفة الأبعاد ونسبة الأصوات، بل معرفة المخانيث والمجانين والقصاص والمعلمين وغير ذلك، مما لو عدد لطال مما لا يوجب أجرا ولا يخلد ذكرا، ويرغبون عن قوم جدهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأبو هم الوصي وأمهم فاطمة وجدتهم خديجة، وأخوالهم الطيب والطاهر والقاسم، وعمهم جعفر ذو الجناحين، وقد شهد القرآن بطهارتهم، وحث الرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على حبهم ومودتهم، وقد رأيت أنا في زماني من قضاتهم ومدرسيهم من لا يرى زيارة موسى بن جعفر (عليهما السلام)، وكانوا إذا زرناه قعدوا ظاهر السور ينتظروننا ويعودوا معنا، هذا مع زيارتهم قبور الفقراء والصوفية، وميلهم إلى البله والمختلين الذين لا يهتدون إلى قول ولا يصلون ولا يتجنبون النجاسات، لكونهم على عقائدهم ومن المعدودين منهم، ومتى نسب أحدهم إلى محبة أهل البيت (عليهم السلام) أنكر واعتذر، وإذا رأى كتابا يتضمن أخبار هم وفضائلهم عده من الهذر، ومزقه شذر مذر [1]، نعوذ بالله من الأهواء الفاسدة والعقائد المدخولة، وتجنبت فيما أثبته الإكثار، واعتمدت الإيجاز والاختصار، ولو أردت الإطالة وجدت السبيل إليها لا حبا، وانثالت علي مفاخرهم، فقمت بها خاطبا، فإنها أغزر من قطر المطر، وأكثر من عدد النجم والشجر، ومن أين يقدر المتصدي لجمعها على الإحاطة بأقطارها، والخوض كما يجب في غمارها، وهل ذلك إلا طلب متعذر ومحاولة مستحيل؟!
وليس يصح في الإفهام شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل
ولكني اكتفيت بقليل من كثير، ويسير من غزير، وقطرة من سحاب، ونقطة من عباب، وحق لكل قائل أن يسمي نفسه مختصرا وإن أطال، ومقرا بالعي وإن بسط القول وقال، وحذفت الأسانيد واكتفيت بذكر من يرويها من الأعيان تفاديا من طول الكتاب، يحدثنا فلان عن فلان، فإن وردت كلمة لغوية أو معنى يحتاج إلى بيان بينته بأخصر ما يمكن، فإن هذا ليس بكتاب جدل، فأذكر فيه الخلاف والوفاق، وأحمل كل معنى من الشرح والإيضاح ما أطاق، ولكني اشير إلى ذلك إشارة تليق بغرض هذا الكتاب، وقصدت به التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وإلى رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) الطاهر، وابتغاء للأجر
Bogga 30