Kashifka Murugada
كشف الغمة
تردد عوادي، وهداتي إذا جار الدليل وحار الهادي، أحد السببين اللذين من اعتلق بهما فازت قداحه، وثاني الثقلين اللذين من تمسك بهما أسفر عن حمد السرى صباحه، محبتهم عصمة في الأولى والعقبى، ومودتهم واجبة بدليل قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى @QUR@
ونصب نفسه درأة لعقابه وعذابه حين ناصبه، جبال العلوم الراسخة، وقلل الفخار الشامخة، وغرر الشرف البادية إذ انتسبوا عدوا المصطفى والمرتضى، وإذا فخروا على الأملاك انقادت وأعطت الرضى، وإن جادوا بخلوا السحاب الماطر، وأخجلوا العباب الزاخر [2]، وإن شجعوا أرضوا الأسمر الذابل [3]، والأبيض الناضر، وإن قالوا انطقوا بالصواب، وأتوا بالحكمة وفصل الخطاب، وعرفوا كيف تؤتى البيوت من الأبواب، وطبقوا المفصل في الابتداء والجواب، وما عسى أن تبلغ المدائح، وإلى أين تنتهى الأفكار والقرائح، وكيف تنال الصفات قدر قوم أثنى عليهم القرآن، ومدحهم الرحمن، فهم خيرته من العباد وصفوته من الحاضر والباد، بهم تقبل الأعمال، وتصلح الأحوال، وتحصل السعادة والكمال.
هم القوم من أصفاهم الود مخلصا
تمسك في اخراه بالسبب الأقوى
هم القوم فاقوا العالمين مآثرا
محاسنها تجلى وآياتها تروى
بهم عرف الناس الهدى فهداهم
يضل الذي يقلى ويهدي الذي يهوى
موالاتهم فرض وحبهم هدى
وطاعتهم قربى وودهم تقوى
وقد كانت نفسي تنازعني دائما أن أجمع مختصرا أذكر فيه لمعا من أخبارهم، وجملة من صفاتهم وآثارهم، وكانت العوائق تمنع من المراد، وعوادي الأيام تضرب دون بلوغ الغرض بالأسداد، والدهر يماطل كما يماطل الغريم، وحوادث الأقدار لا تنام ولا تنيم، إلى أن بلغ الكتاب أجله، وأراد الله تقديمه وكان أجله ، وأظهره في الوقت الذي قدره له، وألهمني إخراجه من القوة إلى الفعل فاثبت مجمله ومفصله فأعملت فيه فكري، وجمعت على ضم شوارده أمري، وسألت الله أن يشد أزري، ويحط بكرمه
Bogga 28