Kashifka Murugada
كشف الغمة
أبي طالب على خلقي، فبلغهم ذلك عني.
ومنه عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب (عليه السلام) لما خلق الله عز وجل النار.
أقول: وربما وقف على هذا الحديث بعض من يميل إلى العناد طبعه، ويتسع في الخلاف والنصب ذرعه، فيرد عليه منه ما يضيق عنه وسعه، فيجزم بخفض مناره عند ما يعييه دفعه، ويسارع إلى القدح في راويه ومعتقده، ويكر على ناقله بلسانه وقلبه ويده، وهو لا يعلم أنه إنما اصيب من قبل طبعه الذميم، وأتي من قبل تصوره السقيم، ووجه تبينه أن محبة علي (عليه السلام) فرع على محبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتصديقه في جميع ما جاء به، ومحبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتصديقه فرع على معرفة الله تعالى ووحدانيته، والعمل بأوامره واجتناب نواهيه، والأخذ بكتابه وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومن المعلوم أن الناس كافة لو خلقوا على هذه الفطرة لم يخلق الله النار، وكيف يحب عليا من خالف مذهبه في علمه وحلمه وزهده وورعه وصلاته وصيامه؟! ومسارعته إلى طاعات الله وإقدامه والأخذ بكتاب الله في تحليل حلاله وتحريم حرامه؟ ومجاهداته في ذات الله شارعا لرمحه شاهرا لحسامه [1]، وقناعته بخشونة ملبسه وجشوبة مأكله [2]؟ وانتصابه في محرابه يقطع الليل بصالح عمله؟ وهذه أوصاف لا يستطيعها غيره من العباد، ولكنه
قال (عليه السلام): أعينوني بورع واجتهاد،
وقد وصف شيعته فقال: إنهم خمص البطون من الطوى عمش العيون من البكاء [3]؟!
وقال (عليه السلام) - وقد سأله همام عن المؤمنين، وكان همام هذا رجلا عابدا والكلام مذكور في نهج البلاغة أذكر منه شيئا-: فالمتقون فيها [4] هم أهل الفضائل، منطقهم الصواب، وملبسهم الاقتصاد، ومشيهم التواضع، غضوا أبصارهم عما حرم الله عليهم،
Bogga 115