ومن غير المعراج
وإذا سيق أهل النار إلى النار، ودنوا منها، واستقبلتهم الملائكة الغلاظ الشداد بمقامع الحديد، فإذا دخلوا النار، لم يبق منهم عضو، إلا استقبله عذاب، اما حية تنهشه، أو نار تحرقه، أو ملك يضربه، فإذا ضربه الملك، هوى فى النار سبعين عاما، لا يبلغ قرارها، ثم يرفعه اللهب، فيضربه الملك، فيهوي، فهو كذلك، كلما بدا رأسه، ضربه ضربة فيهوي بها، (كلما نضحت جلودهم بدلنهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب).
قيل: إنهم يبدلون في اليوم سبعين مرة، وقيل: سبعين ألف مرة، وإذا عطش، نادى الشراب، فيؤتى بالحميم، فإذا تناوله، سقطت أصابعه، فإذا قربه من وجهه، سقط لحم وجهه، تم يدخله فى فه، فتسقط أضراسه ولهاته، ويدخل بطنه، فتقع أمعاءه، وينضج جلده، وذلك قوله تعالى: يصهر به ما في بطونهم والجلود * ولم مقلمع من حديد). فيعذبون ما شاء الله، ثم يدعون خزنة جهنم، ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب، فلا يجيبونهم، ثم يدعون مالكا أربعين عاما، فلا يجيبهم، فيقولون: قد دعونا الخزنة، ودعونا مالكا، فلم نجب، هلم بنا نجزع، فلا يغنى عنهم، ثم يقولون: هلموا بنا نصبر، فيصبرون، فلا يغني عنهم، فيقولون: (سوآء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص [ابراهيم: 21، فهذا العذاب للكافرين. ولكن المسلم إذا جرت (86) والله غفور رحيم.
Bogga 256