ثم إن رسول الله فلو ليه وسل مر بسوق دى المجاز(، وعليه حلة حمراء، وهو بنادي بأعلى صوته: يا أيها الناس، قولوا: لا إله إلا الله، وإنى رسول الله، تفلحوا. وعمه عبد العزى(2، ينادي: أيها الناس، لا تطيعوه، فإنه كذاب، وقد رمى النبي بالحجارة، حتى أدمي عقباه وكعباه، وأوذي، وسب، وشتم، وهو بدعوهم إلى عبادة الله وتوحيده، ويجادلهم بالتي هي أحسن
وقيل: كانت بنت رسول الله صلصلى الله عليه وسلم عند عتبة بن أبى لهب، فأراد عتبة السفر الى الشام، فقال: لأتين محمدا، فآذيه في ربه، فمضى إليه، وقال: يا محمد، إني كافر بالنجم إذا هوى، والذي دنا فتدلى، وتفل في وجه النبي، فقال النبى: اللهم سلط عليه كلبا من كلابك، وكان أبو طالب حاضرا، فوجم لها، فقال: ما أغناك يا ابن أخي عن هذا، ورجع عتبة إلى أبيه، فأخبره بما كان.
ثم خرجوا إلى الشام، فنزلوا منزلا، فأشرف عليهم راهب، فقال: هذه الأرض مسبعة، فقال أبو لهب: يا معاشر قريش أعينونا هذه الليلة ، فإنى أخاف دعوة محمد على ولدي، فجمعوا أحمالهم، ونام عتبة فوقها، وأحاطوا به، فجاء الأسد، فجعل يشم وجوههم، ثم ضرب بيده وجه عتبة، فخدشه، فصاح عتبة قتلني رب محمد، ومات مكانه. ولحسان بن ثابت(2، شعر في هذا المعنى، يقول:
Bogga 213