Musiibada Weyn ee Falastiin
كارثة فلسطين العظمى
Noocyada
ومن هذا القبيل ما جاء في جريدة النصر بتاريخ 20 / 1 / 1950 الخبر الآتي:
أبلغت المفوضية اللبنانية في لندن وزارة الخارجية اللبنانية أن الجمعية المسيحية البريطانية للطباعة في لندن أصدرت أخيرا ستة ملايين نسخة من كتاب ضد اليهود، لتصريفها في الولايات المتحدة، فاشترت الوكالة اليهودية النسخ كلها من المتعهد بمبلغ ستة ملايين دولار، وأحرقتها في لندن، إلا أن نسخة من الكتاب المذكور وصلت إلى المفوضية اللبنانية، فأرسلت هذه النسخة إلى بيروت بالبريد الجوي، وأمن عليها وزير لبنان المفوض لدى شركات التأمين بمبلغ 35 ألف دولار، ولا أرى من حاجة للتعليق على هذا الخبر. (20) الاتحاد العربي القومي والتضامن المخلص
لا بد دون إتمام رسالتنا من أمور لا غنى عنها للنجاح النهائي، وقد أقام الحجة عليها فشلنا الأخير، فلا بد أولا من أن تتحد كلمة الأمة العربية، وأن تنتظم صفا واحدا تبطش شعوبها بكل من تسول له نفسه العبث بها، وكل من يظهر منه ما يدل على استعداده لتضحية مصالح الأمة في سبيل مصالحه الخاصة، فلن تصيب الأمة خيرا إذا تفرقت بها الأهواء وتضاربت المصالح، وقام على أمر بعض شعوبها من أعمته مصلحته الخاصة فباع نفسه رخيصا في سبيل الشيطان، فمثل هؤلاء يفتحون في صفوف الأمة العربية ثغرات سرعان ما ينفذ منها العدو المتربص ليعصف بنا ويقضي علينا، فإذا لم يكن من المتيسر أن تجمع الأمة العربية كلها دولة واحدة، وهو أقصى أماني كل مخلص لأمته وبلاده، فلا أقل من أن يقوم بين دولها اتحاد عام يوحد جهودها وينسق خططها في سبيل القضاء على العدو المشترك، ولا يسمح لأحد أصحاب الأطماع من الحكام أن يتخذوا الحكم وسيلة لإرضاء أطماع شخصية رخيصة، أو أن يكونوا ألعوبة بيد الأجانب ذوي المصالح. ومما لا شك فيه أن خطوة العدو الآتية هي أن يستغل التفرق في الصفوف العربية للإغراء بالمال والوعود ليتخذ من ذلك قاعدة لشن هجومه الثاني. وإذا وجد بين الدول العربية دولة تفتح أبوابها للصهيونيين، فعلى كل عربي مقاطعتها ومعاملتها معاملة العدو جزاء خيانتها. (21) العامل العسكري
وهناك القوة المادية العسكرية التي لا غنى عنها لتنفيذ غايتنا النهائية، فما استولى العدو عليه بالسيف لا يمكن استرجاعه إلا بالسيف؛ ولذا يجب على العرب أن يعدوا أنفسهم للجندية، وإذا لم نجند نساء ورجالا من ابن السادسة عشرة إلى ابن الستين، وإن لم نكن جميعا متهيئين للدفاع، فبلادنا ستصبح بأيدي اليهود، ومصيرنا سيكون كمصير فلسطين، وقد علمتنا التجارب وحرب اليهود أن الجيش الذي يتولى أمره قائد أجنبي مستعمر لا يسمن ولا يغني من جوع، كما علمتنا أن الدولة التي ليس لها معامل سلاح مغلوبة على أمرها مهما يكن لها من حلفاء. (22) ماذا أعددنا بعد الحرب؟
إننا نرى اليهود واستعدادهم الظاهر، سواء كان في جلب الأسلحة والعتاد من أوروبا وأميركا أو صنعه في فلسطين من جهة، أم إقامة الحصون والآطام على الحدود بينهم وبين الدول العربية، فماذا فعل العرب يا ترى؟!
إنه لا شك أن الدول العربية تعمل الآن على شراء الأسلحة والعتاد وتحضير ذلك لليوم اللازم، ولكن ماذا فعلت في الحدود مقابل ما يفعله الصهيونيون اليوم؟
إن كل بيت يبنيه اليهود على الحدود هو بمثابة معقل لهم، فهل نعتبر بذلك أم لا؟! (23) التربية الخلقية المبنية على الحقيقة والواقع
ويجب أن لا ينسينا الاهتمام بالناحية العسكرية أهمية الاستعداد المعنوي فيما نحن مقدمون عليه، فالإيمان المطلق الذي لا يتطرق إليه الشك في عدالة قضيتنا، هذا الإيمان الذي يستولي على النفوس فيدفعها إلى العمل المجدي ويجعلها تستهين بكل ما تلاقي من صعاب، وتستصغر كل ما تقدم من تضحية، لا يقل أهمية عن الاستعداد العسكري إن لم يفقه، فقد أثبتت الحرب الأخيرة أن الذين يربحون المعارك ليسوا دائما أولئك الذين يتفوقون على عدوهم باستعدادهم العسكري، وأن إيمان الجندي بأن ما يحارب لأجله هو قضية حياة أو موت له ولأمته، وأنه إنما يحارب للمحافظة على مبدأ قد ملك عليه نفسه، إن هذا الإيمان كثيرا ما يعمل العجائب ويقلب خطط رجال المادة رأسا على عقب، وكذلك الأمر معنا، فواجب القائمين على أمور الشعب العربي أن يفهموه حقيقة أمره وأن يطلعوه على ما يحيق به من الأخطار، وأن يستحثوا همته لدفع هذه الأخطار بالفعل لا بالقول، كما كان شأن العرب في السابق، ولكن بالإقناع المتتابع الذي لا يترك فرصة إلا اغتنمها لإثبات ما يسعى لإثباته، ويجب أن نبدأ في هذه العملية منذ الصغر، فنرضع أطفالنا لبان هذه الفكرة، ونعلمهم أن هناك خطرا يجثم بالقرب منهم يهددهم ويهدد أوطانهم بالفناء الأبدي، وأن عليهم أن لا يهنوا أو يستكينوا حتى يقضوا على هذا الخطر، فالقضاء عليه هو مهمتهم الأولى في الحياة، وهو الذي يبعث في نفوسهم معنى يجعل لهذه الحياة قيمة، وأنه هو الرباط الذي يجمع أفراد الشعب العربي، ويؤلف بين قلوبهم على بعد الدار واختلاف المشارب والأهواء، وإن على كل فرد أن يعتبر نفسه منذ نعومة أظفاره وحتى الرمق الأخير من حياته جنديا، عليه أن يقوم بواجبه مهما اختلف هذا الواجب، عندئذ يتكون رأي عام قوي تدعمه روح معنوية قاهرة تتغلب على كل ما يعترضها من صعاب.
وللوصول إلى هذه الغاية لا بد من تهيئة السبيل لها بأن ينعم أفراد الشعب بفوائد الاستقلال ومزاياه، وأن نترجم لهم هذه المزايا إلى فوائد حسية يستطيعون أن يلمسوها أينما اتجهوا، فقد بذلت الأمة العربية الجهود الجبارة في سبيل نيل الاستقلال، فلما نالته في بعض أقطارها كان الواجب أن يتخذ الاستقلال شكل منافع حية لا يمكن دفعها، كأن يمحى ما بين طبقات الأمة من فروق اجتماعية كبيرة، وأن ينتشر التعليم بين الأفراد لئلا يكون وقفا لفئة دون أخرى، وأن تعم العناية الصحية والتأمين الاجتماعي أفراد الشعب على اختلاف منزلتهم، وأن تستغل موارد الثروة في البلاد أحسن استغلال. والخلاصة أن نضمن لأفراد الشعب جميعا حياة اجتماعية توفر لهم كل متطلبات الحياة الحديثة، حينئذ يهب الأفراد لبذل النفس والنفيس لدفع كل خطر يتهدد هذه الحياة أو قد يودي ببعض ما نالوه من المزايا، فليست أية أمة بذات خطر متى انقسمت على نفسها، شيعا تتضارب مصالحها، أو عاش أفرادها حياة تافهة لا قيمة لها. (24) العلاج السريع لهذه القضية
لقد أكثر الكتاب البحث في قضية فلسطين، وأكثروا من وصف العلاجات لها، ومن هذه العلاجات ما هو مفيد ومنها ما هو غير مقبول، ومنها ما هو بطيء المفعول، والذي أراه من العلاجات المؤقتة السريعة، وقد يكون ما أراه أقرب شيء إلى الصحة، والحقيقة بنظري هو أن ننصرف بتفكيرنا وجميع كياننا العقلي والجسمي لتحقيق بعض الأمور:
Bog aan la aqoon