Musiibada Weyn ee Falastiin
كارثة فلسطين العظمى
Noocyada
سيستمر العرب في كفاحهم ضد الانتداب في فلسطين، حتى ولو لم يكن مرفقا بهجرة يهودية واسعة، ولن تكون بريطانيا في موقف يمكنها من مناهضة مثل هذا النضال أمدا طويلا. وسيثار من جديد موضوع الحكم في هذه البلاد إن عاجلا أو آجلا، وبالطبع إن كل ما يقصد بالحكومة المستقلة - طالما ظللنا أقلية في البلاد - إنما يعني «دولة عربية». وإذا منحت إنكلترا هذه البلاد الحكم الذاتي فإن جميع النتائج التي تترتب على هذا الإجراء إنما تعتمد على موقفنا نحن تجاهه، فإذا لم نوافق عليه أصبح معناه أنه لن تقوم حكومة عربية، وعندها يترتب أن يلجأ مرة أخرى إلى مشروع التقسيم. وهذه النقطة بالذات هي ما أقصده بطلب مساعدة العرب لنا؛ ولهذا السبب فإنني أقول إنه إذا ما نبذ مشروع التقسيم خلال الأسابيع القادمة، فإنه سيعود مرة ثانية بعد مدة من الزمن، وسيصبح أمرا لازما خلق دولة يهودية في قسم من هذه البلاد، وهذا كله يتوقف على مدى تفهم اليهود وإصرارهم على ألا يستسلموا مهما كانت الظروف لحكم عربي في فلسطين.
دافيد بن غوريون
لندن 17 أكتوبر 1938
هذا هو الكتاب، فارجعوا إلى قوله. (6) لا تفاهم «إني أرى أن التفاهم مع العرب في هذه الأحوال الحاضرة غير ممكن إلا بعد خلق الدولة اليهودية، عندما يدرك العرب أننا أصبحنا قوة، وأنهم لا يتمكنون من الاستهانة بوجودنا وقوتنا ونشاطنا، وأن لدينا شيئا نقترحه عليهم، حينئذ فقط يمكن وضع الأسس لخلق تفاهم يهودي عربي. وإن هذا الرأي لهو أحد الأسباب التي تجعلني أدعو إلى خلق دولة يهودية في قسم من هذه البلاد. إني لا أرى في هذه الدولة الهدف النهائي للصهيونية، وإنما هي الوسيلة لتحقيق أهداف الصهيونية، فعندما تكون لنا دولة نكون قادرين على التفاوض مع العرب حول إنشاء اتحاد عربي يضم فلسطين بشروط تضمن لنا حرية التوطن في جميع أجزاء البلاد. أما دولتنا فسنتخذ فيها لنا حكما ذاتيا في كل الاتجاهات المهمة لنا.»
فهل بعد هذه الصراحة من ريب أو غموض يمكن أن يكون مجالا للشك في أهداف الصهيونية، وهل يخامر أحدا ما ريب في حقيقة نيات هؤلاء القوم بعد أن يقرأ هذا الكلام الذي لا لبس فيه ولا إبهام، والذي يقوله بن غوريون سريا لجماعة من ذوي الشأن في الحركة الصهيونية الأثيمة، لا يبتغي من ورائه تهويلا أو كسبا رخيصا، وفي ساعة من أحلك الساعات التي مرت بالصهيونية، وكانت فيه مهددة بالفناء الأبدي والحرب العالمية الثانية على الأبواب. وهل ثمة عذر لمن يتهاون في دفع الخطر أو يقلل من شأنه، في ذلك الوقت الذي كان كيانهم في فلسطين مهددا بالزوال، ويضعون الخطط لإقامة دولة يهودية في جزء من فلسطين، ثم يجدون بعد ذلك عروضا يتقدمون بها للعرب لتأليف اتحاد عربي يكون وسيلة لتغلغلهم في الشرق العربي.
وها هو ذا بن غوريون نفسه بعد أن مضى على تقريره السري أحد عشر عاما يجد نفسه رئيسا للوزارة الإسرائيلية التي كان يحلم بها، يقوم خطيبا في الضباط اليهود المتخرجين من المدرسة الحربية بتاريخ 7 حزيران 1949 فيقول:
لما نصل بعد إلى غايتنا؛ أي إلى النصر النهائي، فنحن لم نحرر حتى الآن تحريرا كاملا سوى جزء واحد منها، وأما الأجزاء الأخرى فسيكون مصيرها مصير هذا الجزء الذي تسيطر عليه قواتنا الباسلة. إن الدسائس والمؤامرات ما تزال تحاك هنا وهناك ضدنا، ومما لا شك فيه أن الصعوبات الكثيرة ستكتنف طريقنا، إلا أن استقلالنا وحريتنا وإمكانيات الهجرة والاستعمار وتقرير المصير في دولتنا الكبرى؛ وكل ذلك رهن بقوة جيشنا؛ فلا يجوز لنا أن نركن إلى الراحة وأن نكتفي بانتصاراتنا التي نالها جيشنا. إن هذا الجيش لم ينته من أداء رسالته بعد، وما زلنا ننتظر يوما بعد يوم ذلك الوقت الذي يتم فيه إنقاذ أرض الآباء والأجداد. إن مستقبلنا ومستقبل الشعب الإسرائيلي بأسره سيكون اعتماده الأول على انتصاراتنا العسكرية في الحروب القائمة، فسنجعل الحرب حرفة يهودية حتى يتم تحرير بلادنا بأجمعها، وسنقاتل ما لاح لناظرنا خطر يمنعنا من تحرير تلك البلاد، بلاد الآباء والأجداد. أجل، سنحقق رؤيا أنبياء إسرائيل، ولن تتحقق تلك الرؤيا إلا إذا عملنا بهذه الكلمات: أحب لأخيك ما تحب لنفسك، وهيئ له الاستيطان في المكان اللائق به. وأما السيف الذي أعدناه لغمده، فإنه لم يعد إلا مؤقتا، وسنستله حينما تهدد حريتنا في بلادنا، وحينما تتحقق رؤى أنبياء التوراة، فالشعب اليهودي بأسره سيعود إلى الاستيطان في أراضي الآباء والأجداد الممتدة من الفرات شرقا حتى النيل غربا.
أرأيتم إلى تصريح هذا الرجل المسئول الذي لا يلقي الكلام جزافا، وإنه يعي كل كلمة يقولها، ويرى كل ما يهدف إليه ويصرح علنا أن أرض آبائه وأجداده ليست فلسطين، إنما هي تلك البلاد التي يحدها من الشرق نهر الفرات ومن الغرب النيل، وأن شعبه مصمم على استيطان هذه الأرض مهما كلف الثمن، أو هل يحوجنا الدليل بعد كل ما تقدم للتدليل على مدى أطماع الصهيونية؟ وهل يجوز لعربي يغار على وطنه، ويهتم بأهله وأقاربه أن لا يفكر بهذا الخطر المحدق، وما يجب عمله لدفع هذه النازلة الخطيرة وهذا البلاء الداهم وهو في مهده قبل أن يستشري ويستفحل أمره، فيكون نصيبنا من الحياة نصيب اللاجئين؟ إن من يلقي نظرة عابرة على ما أقيم من المشروعات الاقتصادية الصهيونية في فلسطين زمن الانتداب لتروعه ضخامتها، ويدهشه اتساعها، ويعلم أنها ما أقيمت لفلسطين وحدها، وإنما وضعت والهدف منها احتلال العالم العربي بأسره من أقصاه إلى أقصاه. إن مشروع روتمبرغ للكهرباء قد أعدت له من الأجهزة والأدوات ما يمكن مد فلسطين وشرق الأردن وسورية ولبنان بما تحتاجه من القوى الكهربائية الضرورية دون أن يدخل عليه تعديل يذكر لتحقيق جميع الأهداف الصناعية الصهيونية على ما يقال. (7) من الفرات إلى النيل
والذي يلفت النظر ولا يحتاج لشرح وتفسير الخبر الذي نقلته جريدة «جمهوريت» التركية عن جريدة الأهرام المنشور في جريدة ألف باء، بتاريخ 31 / 1 / 1950، وهذا نصه بالحرف:
إن اليهود كتبوا على واجهة دار البرلمان اليهودي في تل أبيب العبارة التالية:
Bog aan la aqoon