Nacayb iyo Saaxiibtinimo, Suugaan, Jacayl, iyo Guur

Muhammad Cabd Nabi d. 1450 AH
74

Nacayb iyo Saaxiibtinimo, Suugaan, Jacayl, iyo Guur

كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج

Noocyada

لم أكن قلقة من أن ألتقي بها مصادفة، حتى في هذه المدينة التي لم تكن، على كل حال، بهذه الضخامة. لم أذهب قط إلى المتاجر التي كانت تذكرها في عمودها، ولم يكن ثمة سبب بالمرة يجعلني أسير أمام مبنى الجريدة، كما أنها كانت تعيش بعيدا جدا عن مبنى مبيت الطالبات، في مكان ما من الجانب الجنوبي للمدينة.

كذلك لم أظن أن ألفريدا كانت من النوع الذي قد يظهر في المكتبة العامة، والأرجح أن الكلمة ذاتها «المكتبة» كانت ستجعلها تمط فمها الكبير للأسفل في ذهول متهكم، كما كانت تفعل حين ترى الكتب على خزانة الكتب في منزلنا - لم يتم شراء تلك الكتب على أيامي، وبعض منها فاز به والداي كجوائز مدرسية إبان مراهقتهما (وكان على بعض منها اسم أمي الخاص بها قبل زواجها، مكتوبا بخط يدها الجميل الذي فقدته) - كتب لم تبد لي كأشياء يمكننا شراؤها من أي متجر على الإطلاق، بل كيانات لها حضورها في المنزل شأنها شأن الأشجار أمام النافذة، التي لم تكن مجرد نباتات بل كيانات ذات حضور تضرب بجذورها في الأرض. «طاحونة على نهر فلوس»، «نداء البرية»، «قلب ميدلوثيان». قالت ألفريدا: «لديكم الكثير من المواد الممتازة للقراءة ها هنا، أراهن أنكم لا تفتحون تلك المجلدات إلا نادرا.» فيقول أبي لا، إنه لم يكن يفتحها، وقد وقع في فخ نبرتها الرفاقية الموحية بالاستبعاد أو حتى بالانتقاص، حتى إنه كان يكذب بقدر ما؛ لأنه كان بالفعل يفتح تلك الكتب ويتصفحها، ولو مرة كل فترة طويلة، كلما سنح له الوقت.

كان ذلك هو نوع الكذب الذي تمنيت ألا أضطر إليه من جديد، ذلك الانتقاص الذي تمنيت ألا أبديه، انتقاص من قدر أشياء تهمني حقا. ولكيلا أضطر للقيام بذلك، كان علي أن أبتعد تماما عن الأشخاص الذين كنت أعرفهم. •••

مع نهاية عامي الثاني كنت سأغادر الكلية؛ إذ كانت منحتي الدراسية لا تغطي إلا عامين دراسيين هناك. لم أكترث لذلك؛ فقد كنت أخطط لأن أكون كاتبة. وكنت أتأهب للزواج.

سمعت ألفريدا بهذه الأخبار، فعاودت الاتصال بي من جديد.

قالت: «أظن أنك كنت غارقة في المشاغل لذلك لم تستطيعي الاتصال بي، أو ربما لم يبلغك أحد برسالتي.»

فقلت إنها المشاغل على الأرجح، وربما لم يبلغني أحد برسالتها كذلك.

هذه المرة وافقت على زيارتها. زيارة واحدة لن تكلفني شيئا، بما أنني لن أعيش في هذه المدينة مستقبلا. اخترت يوم أحد، بعد انتهاء امتحاناتي النهائية مباشرة، بينما كان خطيبي سيسافر إلى أوتاوا لإجراء مقابلة توظيف. كان اليوم مشرقا مشمسا؛ كنا في مستهل شهر مايو تقريبا. قررت أن أذهب سيرا. نادرا ما تجاوزت جنوب شارع دونداس أو شرق منطقة آديلايد، وهكذا كانت هناك أجزاء من المدينة غريبة علي تماما. كانت الأشجار الظليلة على طول الشوارع الشمالية قد بدأت تورق وتزدهر، كما أن أزهار الليلك، وأشجار التفاح الحامض الخاصة بالزينة، وكذلك أصص التيوليب؛ كانت جميعها مزهرة ويانعة، حتى مساحات العشب كانت مثل سجاجيد جديدة منعشة. ولكن بعد وهلة وجدت نفسي أسير في شوارع لا يوجد فيها أي أشجار ظليلة، شوارع لا تبتعد منازلها عن أرصفتها بأكثر من مسافة ذراع واحدة، وفيها كانت زهور الليلك - ينمو الليلك في أي مكان ممكن - شاحبة كما لو أن الشمس قد بيضتها، ولم يكن ينبعث منها أي شذى أو عبير. في تلك الشوارع، وملاصقة للمنازل، كانت هناك مبان لشقق سكنية ضيقة، بارتفاع طابقين أو ثلاثة فقط، لبعض منها زينة بسيطة عبارة عن إطار من الآجر يدور حول أبوابها، وبعضها بنوافذ عالية وستائر لينة مسدلة حتى أطرها.

كانت ألفريدا تعيش في منزل، وليس في مبنى للشقق السكنية. كان الطابق العلوي كله من المنزل تحت تصرفها، أما الطابق الأرضي، على الأقل الجانب الأمامي منه، فقد تحول إلى متجر كان مغلقا يومئذ، لأنه يوم أحد. كان متجرا للأغراض المستعملة، وكان بوسعي أن أرى من خلال زجاج الواجهة الأمامية المتسخ، كثيرا من قطع الأثاث غير المتمايزة، مع أكداس من الصحون القديمة وأطقم من الأوعية في كل مكان. الشيء الوحيد الذي لفت نظري كان دلوا صغيرا لحفظ العسل، وكان يشبه تمام الشبه الدلو الذي كنت آخذ فيه طعام غدائي إلى المدرسة عندما كنت في السادسة أو السابعة من عمري، وكان مطبوعا عليه سماء زرقاء وقفير نحل مذهب اللون. ما زلت أتذكر قراءتي مرارا وتكرارا للكلمات المكتوبة على جانبه. «العسل الصافي فقط ينعقد حبيبات.»

لم يكن لدي أدنى فكرة عما تعنيه كلمة «حبيبات» ولكني أحببت رنين صوتها؛ بدت كلمة مزخرفة ولذيذة.

Bog aan la aqoon