Nacayb iyo Saaxiibtinimo, Suugaan, Jacayl, iyo Guur
كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج
Noocyada
لم يكن إجراء المزيد من الاستقصاء هو ما تريد حقا القيام به، بل أن تجلس على الأرض، في منتصف مربع مشمع الأرضية. أن تجلس لساعات لا لكي تطيل النظر إلى هذه الغرفة بقدر ما تغرق بداخلها. أن تبقى في هذه الغرفة حيث لا وجود لأحد يعرفها ولا أحد يريد منها شيئا. أن تبقى هنا لوقت طويل، وتصير أكثر رهافة وأكثر خفة، خفيفة مثل إبرة. •••
في صبيحة يوم السبت، كان من المفترض أن يسافر كل من لورنا وبريندان والطفلين بالسيارة إلى بينتكتن؛ إذ دعاهم أحد الطلاب المتخرجين إلى حفل زفافه. وسيمكثون هناك ليلة السبت وطوال يوم الأحد وليلته كذلك، ويعودون إلى المنزل صباح الإثنين.
قال بريندان: «هل أخبرتها؟» «لا بأس في ذلك. إنها لا تتوقع أن نصحبها معنا.» «ولكن هل أخبرتها؟»
قضوا يوم الخميس على شاطئ آمبلسايد. ذهبت إلى هناك لورنا وبولي والطفلان بالحافلات، حيث بدلوا الحافلة مرتين، وهم مثقلون بما يحملون من مناشف، وألعاب الشاطئ، والحفاضات، والغداء، ودولفين إليزابيث المنفوخ بالهواء. تلك الأعباء البدنية التي تورطتا فيها، وكذلك ما أثاره مرأى فرقتهما الصغيرة من اضطراب وتوتر في المسافرين الآخرين، كل هذا أدى بهما إلى رد فعل أنثوي شديد الغرابة؛ حالة مزاجية أقرب إلى المرح غير المبالي. كما كان من المفيد الابتعاد عن المنزل حيث كانت لورنا متوجة كزوجة. بلغتا الشاطئ بإحساس بالانتصار والفوضى المشعثة، ثم نصبتا مخيمهما، ومنه كانتا تتناوبان على النزول إلى المياه، ومراقبة الصغار، وجلب المشروبات الخفيفة، والحلوى والبطاطس المقلية.
لوحت الشمس بشرة لورنا بسمرة طفيفة، أما بولي فلا شيء بالمرة. فردت ساقها بجانب ساق لورنا وقالت: «انظري إلى تلك، عجينة لم تختمر.»
قالت لها إنها مع كل ما عليها من عمل في المنزلين، إلى جانب وظيفتها في البنك، لا يمكنها أن تجد ولو ربع ساعة تكون فيها بلا مشاغل تقضيها جالسة في الشمس. لكنها كانت تتحدث الآن بنبرة إقرار الواقع، دون أن تتلون نبرتها بالفضيلة والتشكي. كان ذلك الغلاف الحامض الذي يحيط بها - مثل خرق مطبخ قديمة - يتساقط متقشرا عنها. كانت قد عرفت كيف تشق سبيلها في أنحاء فانكوفر بمفردها؛ المرة الأولى التي تفعل فيها ذلك في مدينة. تحدثت إلى غرباء على محطات الحافلات، وسألت عن المعالم التي لا بد لها أن تراها، وبناء على نصيحة أحدهم استقلت المصعد المعلق حتى قمة جبل جراوس.
وبينما كانتا راقدتين على الرمال قدمت لورنا تفسيرا واجبا. «هذا وقت سيئ من العام بالنسبة إلى بريندان. التدريس في المدرسة الصيفية يدمر أعصابه حقا، يكون عليه أن ينجز الكثير بسرعة بالغة.»
قالت بولي: «حقا؟ ليس الأمر بسببي إذن؟» «لا تكوني غبية. بالطبع ليس بسببك.» «حسنا، طمأنت قلبي. ظننت أنه يكرهني كره العمى.»
وبعد ذلك تحدثت عن رجل في البلد كان يريد أن يرافقها ويخرجان معا. «إنه في غاية الجدية؛ فهو يبحث لنفسه عن زوجة. أظن أن بريندان كان كذلك أيضا، لكني أظن أنك كنت تحبينه.»
فقالت لورنا: «كنت وما زلت.» «حسنا، لا أظن أنني أحب هذا الرجل.» كانت بولي تتحدث ووجهها مضغوط في مرفقها، «أظن الأمر قد يفلح مع ذلك، إذا مالت المرأة نوعا ما لشخص لا بأس به، وخرجت معه وعقدت نيتها أن ترى الجوانب الطيبة فيه.» «ما هي الجوانب الطيبة إذن؟» قالت لورنا وهي تعتدل جالسة بحيث يمكنها مراقبة إليزابيث التي تركب على دولفينها المنفوخ. «أمهليني قليلا حتى أجد شيئا منها.» هكذا قالت بولي وهي تقهقه، «لا، الحقيقة هناك الكثير منها. أنا أسخف منه فحسب.»
Bog aan la aqoon