يحيى بن زياد الفراء معناه: ترْتَهِنُ.
وقيل معناه: تُخْزى، وقيل: معناه ترْتهِن للهلكة.
وفي الحديث أن أُسَيد بن حضير بن سماك بن عتيك مات فَأبْسل ماله بدينه، فبلغ عمر رضي الله
عنه ذلك، وكان قد أوصى له فردَّه وباعه ثلاث سنين متوالية، وقيل أربع سنين فقضى دَيْنَه. فقوله:
أَبْسَلَ ماله بدَيْنه؛ أي أسلَمَ، وذلك لما كان المال بالدَّيْن مستغرقًا ...
قال الخطابي: وكان رَدُّ عُمر المال، بَيْعُ أُصول النَّخْل على وجه النَّظَر للورثة والإبقاء عليهم، ورأى
أن يبيع ثمرها ثلاث سنين أو أربع سنين فَيُقضى منها دينه، أي يؤاجِرُها وإن كان. والحديث بلفظ
البيع، والمراد به الإجارة. وبيع المنفعة كبيع الدَّينْ. قال: أمَّا قول عمر في دعائه (آمين وبَسْلا)
فمعناه: إيجابًا ياربِّ وتحقيقًا له؛ وهو أن يدعو الداعي، فإذا فرغ من دعائه قال آمين وبسلًا. قال
الراجز:
لاَ خَابَ من نفعك مَنْ رَجَاكا ... بسلًا وعادى اللَّهَ مَنْ عاداكَا