Kanz Kuttab

Bunasi d. 651 AH
157

Kanz Kuttab

كنز الكتاب ومنتخب الآداب (السفر الأول من النسخة الكبرى)

Baare

حياة قارة

Daabacaha

المجمع الثقافي

Goobta Daabacaadda

أبو ظبي

Noocyada

عنْ أَعْمالِه، وعاقِبْهُ في بدنهِ ومالِهِ، والْزِمْهُ ردَّ ما أخذَ تَعَدِّيا إلى أهْلِه، واجْعَلْهُ نَكَالا لغِيْرهِ، لا يُقْدمُ أحد على مثل فِعْلِه، إن شاء الله. وفي المعنى لأبي مروان بن أبي الخصال: كتَبْناهُ، أَيَّدَكَ اللهُ بِنَعْمائِهِ، ووفَر حَظَّكَ منْ حبائِه وأوْجَبَ لَكَ رُتْبَةَ أوْلِيائه، ونحنُ نحمدُ الله إلَيْكَ الذي لا إله غَيْره، ولا مرْجُوَّ إلا خَيْرُهُ، ونستمده فضلَ إحْسانِه، وعوارِفَ امتنانِهِ، وهو بالإجابَةِ مليّ وبِأَوْلِيائه عَفِي. وقد بلَغَنا ما يَجْري بفلانَة وجِهاتها من استِطالة أهل العِدى وتَشْغيبِ ذوي الأهواء، وخُروجِهم عنْ حدود الاستواء، حتَّى صَارَ البَغْيُ ظَهرًا تَمْتَطيه الغُواَةُ، وسَنَنًا تَسْلُكُه العُتاةُ، وغَمَرَ مَنارَ الحَقِّ فصارَ موْضُوعًا، وخَفَضَ عَلَمَهُ وكانَ مرْفوعًا، فأَعْظَمْنا ما اتَّصَل، وبادَرْنا إلى حَسْمِ ما أعْضَلَ. فخاطَبْناكَ لتَطولَ في الحَقِّ يَدُكَ، ويَسهُل في تنفيذهِ مَقْصِدُكَ، مزاحِمًا في الحَقَائق بمنْكَبٍ وصَدْرٍ، مُلْجِمًا في الوفاء بأَكْمل عُذْرٍ، مُرْغِمًا أنفَ المُبْطِل وإنْ كان في الدُّنيا ذا قدْرٍ. فَتَوَخَّ ذلك والْزَمَه حتَّى يَعْتَدل المائل، ويقصُرَ المُتَطاوِلُ، ويَتَعاطى الناسُ الحقائقَ بينهم مُنِيبينَ، ويأتُوا إليها مُذْعِنين، ولذلك ظَهر. والله كَفيلٌ، وعلى ما نَقول وَكِيل.

1 / 225