توضأ وصلى ودعا بالبركة فيه فكثر ذلك حتى فاض من الانطاع ثم نادى الناس ان هلموا فاقبل الناس فحملوا من كل شئ حتى ملاوا كل جراب ومزود ومن ذلك انه نزل بالحديبية فإذا ببئرها لا ماء فيها فشكا الناس ذلك إليه صلى الله عليه واله فاخرج سهما من كنانته فدفعه الى البراء بن عازب فنزل في البئر فغرز السهم فاقبل الماء من عيون البئر حتى ملاوا كل ما معهم وسقوا ركائبهم ومن ذلك انه كان في سفر فاستيقظ من نومه فقال مع من وضوء فقال أبو قتادة معي في ميضاة فاتاه به فتوضأ وفضلت في الميضاة فضلة فقال صلى الله عليه واله احتفظ بها يا أبا قتادة فسيكون لها شان فلما حمى النهار واشتد العطش بالناس فابتدروا الى النبي صلى الله عليه واله يقولون الماء الماء فدعا النبي صلى الله عليه واله بقدحه ثم قال هلم الميضاة يا أبا قتادة فاخذها ودعا فيها وقال اسكب فسكب في القدح وابتدر الناس الماء فقال رسول الله صلى الله عليه واله كلكم يشرب ان شاء الله تعالى فكان أبو قتادة يسكب ورسول الله يسقي حتى شرب الناس اجمعون ثم قال النبي صلى الله عليه واله لابي قتادة اشرب فقال لا بل اشرب أنت يا رسول الله فقال اشرب فإن ساقي القوم آخرهم يشرب فشرب أبو قتادة ثم شرب رسول الله وانتهى القوم رواء ومن ذلك انه اتى بشاة فاخذ باذنها بين اصبعيه ثم خلاها فصار لها وسم وكانت تولد والاثر في اولادها ومن ذلك ما رواه جابر بن عبد الله الانصاري رضي الله عنه قال اصاب الناس يوم الخندق كربة ضربوا فيها بمعاولهم حتى انكسرت فاخبروا رسول الله صلى الله عليه واله فدعا بماء فصبه عليها فصارت كثيبا ومن ذلك ان اعرابيا باع شيئا من أبي جهل فمطله فاتى قريشا فقال اعدونى على أبي الحكم فقد لوى بحقي فاشاروا الى النبي صلى الله عليه واله وقالوا ائت هذا الرجل فاستعدني عليه وهم يهزاون بالاعرابي ويريدون ان يغروا أبا جهل برسول الله صلى الله عليه واله فاتى الاعرابي رسول الله صلى الله عليه واله فقال يا عبد الله اعدني على عمرو بن هشام فقد مطلني حقي قال نعم فمضى معه النبي صلى الله عليه واله فضرب على أبي جهل بابه فخرج إليه متغيرا فقال ما حاجتك فقال اعط هذا الرجل حقه قال نعم الساعة فاعطاه فجاء الرجل الى قريش فقال جزاكم الله خيرا انطلق معي الرجل الذي دللتموني عليه فاخذ لي حقي وجاء أبو جهل فقالوا اعطيت الاعرابي حقه قال نعم قالوا إنما اردنا ان نغريك بمحمد صلى الله عليه واله قال ما هو إلا ان دق بابي وسمعت كلامه فما تمالكت ان خرجت إليه وخلفه مثل الفالج فاتح فاه فكانما يريدني فقال اعطه حقه فلو قلت لا لابتلع راسي ومن ذلك ان أبا جهل جاء الى النبي صلى الله عليه واله ومعه حجر يريد ان يرميه به
--- [ 75 ]
Bogga 74