قائما وسمعت منه تكبيرا عجبا يقول الله اكبر رب محمد المصطفى الان قد طهرني ربي من انجاس المشركين وارجاس الجاهلية فحرت من ذلك حتى ظننت اني نائم ثم ان عبد المطلب اتي آمنة رضوان الله عليها فسئلها عن حالها فاخبرته بولادتها والايات التي راتها فقال لها اريني المولود فقالت لا سبيل لاحد الى رؤيته حتى تمضي ثلاثة ايام فعند ذلك جرد سيفه ليقتل نفسه فقالت هو في ذلك البيت ادخل ان احببت ان تراه فلما دخل عبد المطلب تراءى له رجل وقال اليك يا عبد المطلب لا سبيل لك الى رؤيته حتى تنقطع عنه زيارة الملائكة وكانت ولادته صلى الله عليه واله يوم الجمعة عند طلوع الفجر في اليوم السابع عشر من شهر ربيع الاول عام الفيل بمكة في شعب أبي طالب رضوان الله عليه وهذا اليوم الذي ولد فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه واله يوم عظيم الشرف جليل القدر ولم يزل آل محمد عليهم السلام يعظمونه ويرعون حرمته ويتطوعون بصيامه والصدقة فيه وروى ان من صامه كتب الله له صيام سنة ولما صار له صلى الله عليه واله شهران توفي ابوه عبد الله بن عبد المطلب رضوان الله عليه عند اخواله بالمدينة وكذلك ماتت امه رحمة الله عليها وهو طفل وروي ان الله تعالى ايتم نبيه صلى الله عليه واله لئلا تجري عليه رئاسة لاحد من الناس وشرف الله تعالى حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية برضاعه وخصها بتربيته وكانت ذات عقل وفضل فروت من آياته ما يبهر عقول السامعين واغناها الله ببركته في الدنيا والدين وكان لا يرضع إلا من ثديها اليمين قال ابن عباس رضي الله عنه الهم العدل حتى في رضاعه لانه علم ان له شريكا فناصفه عدلا منه صلى الله عليه واله قالت حليمة فكان ثديي اليمين لرسول الله واليسار لولدي ضميرة وكان ولدي لا يشرب حتى يراه قد شرب قالت ولم ار قط ما يرى للاطفال طهارة ونظافة وإنما كان له وقت واحد ثم لا يعود الى وقته من الغد وما كان شئ ابغض إليه من ان يرى جسده مكشوفا فكنت إذا كشفته يصيح حتى استر عليه وروى عنها انها قالت سمعته لما تمت له سنة يتكلم بكلام لم اسمع احسن منه سمعته يقول قدوس قدوس نامت العيون والرحمن لا تأخذه سنة ولا نوم ولقد ناولتني امراة كف تمر من صدقة فناولته منه وهو ابن ثلاث سنين فرده علي وقال يا امة الله لا تأكلي الصدقة فقد عظمت نعمتك وكثر خيرك فاني لا آكل الصدقة قالت فوالله ما قبلتها بعد ذلك من أحد من العالمين وكان بنو سعيد يرون البركات بمقامه معهم وسكناه بينهم حتى انهم كانوا إذا عرض لدوابهم بؤس اتوا بها إليه ليمسها بيده فيزول ما بها وتعود الى احسن حالها ولم يزل كذلك الا ان ردته حليمة الى اهله فاشتمل عليه جده عبد المطلب
--- [ 73 ]
Bogga 72