Kanz al-Fawaid
كنز الفوائد
لرجوع الى القائسين ولا التعويل عليهم بمماثل للتعويل على المستحسنين المفتين في الشريعة وبالظن والترجيح وإنما هو رجوع الى ما استودعوه من النصوص مفيدة للعلم واليقين وتعويل على ما استحفظوه من الاثار المنقولة من فتاوى الصادقين التي فيها علم ما يلتمسه الطالبون وفيه ما يقتبسه السائلون ومن اخذ من هذا المعدن فقد اخذ من الامام صلوات الله عليه لانها علومه واقوال آبائه صلوات الله وسلامه عليهم وكثيرا ما يقول لنا المخالفون عند سماعهم منا هذا الكلام إذا كنتم قد وجدتم السبيل الى علم ما تحتاجونه من الفتاوي في الاحكام المحفوظة عن الائمة المتقدمين عليهم السلام فقد استغنيتم بذلك عن امام الزمان وهذا قول غير صحيح لأن هذه الاثار والنصوص في الاحكام موجوده مع من لا يستحيل منه الغلط والنسيان ومسموعة بنقل من يجوز عليه الترك والكتمان وإذا جاز ذلك عليهم لم يؤمن وقوعه منهم إلا بوجود معصوم يكون من ورائهم شاهد لاحوالهم عالم باخبارهم ان غلطوا هداهم أو نسوا ذكرهم أو كتموا علم الحق منه دونهم وامام الزمان عليه السلام وان كان مستترا عنهم بحيث لا يعرفون شخصه فهو موجود بينهم يشاهد احوالهم ويعلم اخبارهم فلو انصرفوا عن النقل أو ضلوا عن الحق لما وسعته التقية ولا ظهره الله سبحانه ومنع منه الى ان يبين الحق وتثبت الحجة على الخلق ولو لزمنا القول بالاستغناء عن الامام فيما وجدنا الطريق الى علمه من غير جهته للزم مخالفينا القول بالاستغناء عن النبي صلى الله عليه واله في جميع ما اداه مما علم بالعقول قبل ادائه وفي اطلاق القول بذلك خروج عن الاسلام واحكامه وقد ورد في جواب هذا السؤال ما فيه بلاغ للمسترشدين وهداية والحمد لله (تأويل آية) ان سئل سائل فقال ما عندكم في تأويل قول الله سبحانه * (ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك) * ولذلك خلقهم وظاهر هذه الاية يقتضي انه لم يشا ان يكون الناس امة واحدة متفقين على الهدى والمعرفة وما معنى قوله ولذلك خلقهم وظاهره يقتضى خلقهم للاختلاف ولو كان عنى به الرحمة لقال ولتلك خلقهم لأن الرحمة مؤنثة ولفظة ذلك لا يكنى بها إلا من مذكر وأما الرحمة فانا لا نعرفها إلا رقة القلب والشفقة وهذا لا يجوز على الله سبحانه (الجواب) أما قوله تعالى * (ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة) * فانما عنى به المشيئه التي يقارنها الالجاء والاضطرار ولم يعن بها المشيئه التي تكون معها على حكم الاختيار ومراده سبحانه في الاية ان يخبرنا عن قدرته وان الخلق لا يعصونه
--- [ 304 ]
Bogga 303