296

منكم) * المائدة فاوجب بالمماثلة المقايسة وروى ان النبي صلى الله على واله لما ارسل معاذا الى اليمن قال له بماذا تقضي قال بكتاب الله قال فإن لم تجد في كتاب الله قال بسنة رسول الله صلى الله عليه واله قال ان لم تجد في سنة رسول الله قال اجتهد رايي فقال صلى الله عليه واله الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضاه الله ورسوله (وروى) عن الحسن بن علي عليهما السلام انه سئل فقيل له بماذا كان يحكم أمير المؤمنين عليه السلام قال بكتاب الله فإن لم يجد فسنة رسول الله صلى الله عليه واله فإن لم يجد رجم فاصاب وهذا كله دليل على صحة القياس والاخذ بالاجتهاد والظن والراي فقلت له أما قول عز وجل * (فاعتبروا يا اولى الابصار) * فليس فيه حجة لك على موضع الخلاف لأن الله تعالى ذكر أمر اليهود وجنايتهم على انفسهم في تخريب بيوتهم بايديهم وايدي المؤمنين ما يستدل به على حق رسول الله صلى الله عليه واله وان الله تعالى امده بالتوفيق ونصره وخذل عدوه وأمر الناس باعتبار ذلك ليزدادوا بصيرة في الايمان وليس هذا بقياس في المشروعات ولا فيه أمر بالتعويل على الظنون في استنباط الاحكام وأما قوله سبحانه * (فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم) * فليس فيه ان العدلين يحكمان في جزاء الصيد بالقياس وانما تعبد الله سبحانه عباده بانفاذ الحكم في الجزاء عند حكم العدلين بما علماه من نص الله تعالى ولو كان حكمهما قياسا لكانا إذا حكما في جزاء النعامة بالبدنة قاسا مع وجود النص بذلك فيجب ان يتامل هذا وأما الخبران اللذان اوردتهما فهما من اخبار الاحاد التي لا يثبت بهما الاصول المعلومة في العبادات على ان رواة خبر معاذ مجهولون وهم في لفظه ايضا مختلفون ومنهم من روى انه لما قال اجتهد رايي قال له عليه السلام لا احب الى اكتب اليك ولو سلمنا صيغة الخبر على ما ذكرت لاحتمل ان يكون معنى قوله اجتهد رايي اني اجتهد حتى اجد حكم الله تعالى في الحادثة من الكتاب أو السنة وأما ما رويته عن الحسن عليه السلام من حكم أمير المؤمنين صلوات الله عليه ففيه تصحيف ممن رواه والخبر المعروف انه قال فإن لم يجد في السنة شئ زجر فاصاب يعني بذلك القرعة بالسهام وهو ماخوذ من الزجر والفال والقرعة عندنا من الاحكام المنصوص عليها وليست بداخلة في باب القياس فقد تبين انه لا حجة لك فيما اوردته من الايات والاخبار فقال الحاضرين إذا لم يثبت للقائسين نص في ايجاب القياس فكذلك ليس لمن نفاه نص في نفيه من قرآن ولا اخبار فقد تساويا في هذه الحال فقلت له قد قدمت من الدليل العقلي على فساد القياس

--- [ 297 ]

Bogga 296