267

بحديثه وانهم راوه وسمعوا كلامه منهم أبو العباس احمد بن نوح بن محمد الحنبلي الشافعي حدثني بمدينة الرملة في سنة احدى عشرة واربعمائة قال كنت متوجها الى العراق للنفقة فعبرت بمدينة يقال لها شهرورد من اعمال الجبل قريبة من زنجان وذاك في سنة خمسين اربعمائة فقيل لي ان ههنا شيخا يزعم انه لقى أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام فلو صرت إليه ورايته لكان ذلك فائدة عظيمة قال فدخلنا عليه فإذا هو في بيته يعمل النوار وإذا هو شيخ نحيف الجسم مدور اللحية كبيرها وله ولد صغير ولد له منذ سنة فقيل له ان هؤلاء القوم من اهل العلم متوجهون الى العراق يحبون ان يسمعوا من الشيخ ما قد لقي من أمير المؤمنين عليه السلام فقال نعم كان السبب في لقائي له اني كنت قائما في موضع من المواضع فإذا انا بفارس مجتاز فرفعت راسي فجعل الفارس يمر يده على راسي ويدعو لي فلما ان عبر اخبرت بانه علي بن أبي طالب عليه السلام فهرولت حتى لحقته وصاحبته وذكر انه كان معه في تكريت وموضع من العراق يقال له تل فلان بعد ذلك وكان بين يديه يخدمه الى ان قبض عليه السلام فخدم اولاده قال لي أحمد بن نوح رايت جماعة من أهل البلد ذكروا ذلك عنه وقالوا انا سمعنا آباءنا يخبرونا عن اجدادنا بحال هذا الرجل وانه على هذه الصفة وكان قد مضى فاقام بالاهواز ثم انتقل عنها لاذية الديلم له وهو مقيم بشهر ورد وحدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن احمد القمي رحمه الله ان جماعة حدثوه بانهم راوا هذا المعمر وشاهدوه وسمعوا ذلك عنه وحدثني بحديثه ايضا قوم من أهل شهرورد وصفوا لي صفته وقالوا هو يعمل الزنانير وفي بعض ما ذكرناه في هذا الباب كفاية والحمد وصلوته على سيدنا محمد رسوله وآله (فصل في الكلام في الاجال) ان سأل سائل فقال ما حقيقة الاجال فقيل له ان الاجال هي الاوقات فاجل الحياة وقتها واجل الموت وقته الذي يوجد فيه وكذلك الاجل في الدين إنما هو وقت وجوبه ويقال للانسان اجل لهذا الامر اجلا معناه اجل لحدوثه وكونه وقتا فإن قال السائل فتقولون ان الاجال محتومه لا يجوز تقديمها ولا تأخيرها ام تجيزون ان يقدمها الله تعالى ويؤخرها قيل له الذي نقوله ان الله قادر على تأخير اجل الموت بالزيادة في مدة الحيوة وعلى تقديمه بالنقصان منها فإن قال كيف يصح لكم القول بالتقديم والتاخير وما معناه والاجل عندكم هو الوقت فاي وقت حضر موت الانسان فذلك اجله قيل له المعنى في ذلك ان

--- [ 268 ]

Bogga 267