252

الناس فوضى لا سراه لهم * ولا سراه إذا جهالهم سادوا * إذا تولى سراه القوم امرهم * نمى على ذاك أمر القوم فازدادوا * يلقى الامور باهل الراي ما صلحت * فإن تولت فبالاشرار تنقاد * امارة الغي ان تلقى الجميع لدى * الابرام للامر والاوتاب اكتاد * كيف الرشاد إذا ما كنت في نفر * لهم عن الرشد اغلال واقياد * اعطوا غواتهم جهلا مقادتهم * فكلهم في حبال الغي منقاد * حان الرحيل الى قوم وان بعدوا * فيهم صلاح لمرتاد وارشاد * فسوف اجعل بعد الأرض دونكم * وان دنت رحم منكم وميلاد * ان النجاة إذا ما كنت ذا بصر * من احبه الغنى ابعاد فابعاد * وروى في قوله اضحوا كفيل بن عتر في عشيرته * انهم كانوا وقد عادوا * وانهم خرجوا الى البيت الحرام ليستسقوا لقومهم * وكانوا قيل ولقمان ومريد وعارق فهم نزلوا على رجل من جرهم فاشتغلوا عنده باللهو والطرب عن الاستسقاء فما افاقوا من لهوهم إلا وقد رفع الله تعالى على قومهم سحابه سوداء فهبت عليهم الريح العقيم فاهلكتهم وان قيلا ضربه الصر فقتله ولحق بهم وان الثلاثة الباقين مروا فكان اطولهم عمرا لقمان بن عاد صاحب النسور وقد تقدم ذكره (ومن المعمرين) نضر بن دهمان بن سليم بن اشجع عاش مائة وتسعين سنه وعاوده شبابه وسواد شعره وصحة عقله بعد ما مضى ذلك وفيه يقول العباس ابن مرداس السلمي لنضر بن دهمان الهنيدة عاشها وتسعين حولا ثم قوم فانصاتا وعاد سواد الراس بعد بياضه وراجعه شرخ الشباب الذي فاتا * وراجع عقلا بعد ما فات عقله ولكنه من بعد ذاك له ماتا * اتت جلب الخيل من ارض حمير * غرابيب دهما حالكات وكمتاتا (ومنهم) امية بن الاسكر الليثي ذكر انه عاش دهرا طويلا حتى خرف فمر به غلام كان يرعى غنمه وهو يحثوا التراب على راسه من الكبر فوقف ينظر إليه فلما افاق امية بصر بالغلام قائما ينظر إليه فانشا يقول * اصبحت لهوا لراعي الضان اعجبه * ماذا يريبك مني راعي الضان * انعق بضانك في نجم تحقره * من الاباطح واحبسها بحدان * انعق بضانك اني قد رعيتهم * بيض الوجوه بني عم واخوان * ابني امية إلا تحضرا كبري * فإن عيشكما والموت سيان * إذ نركب الفرس الاخرى ثلاثتنا * واذ حديثكما والعيش مثلان (وروى) ان عمر بن الخطاب اخبر بخبر امية فسئل عن ابنيه

--- [ 253 ]

Bogga 252