229

استسار على صحة تأويله ببيت لبيد * قعدت كلا الفرخين تحسب انه * مولى المخافة خلفها وامامها * يريد اولى المخافة ولم ينكر على أبي عبيدة أحد من أهل اللغة وثانيها مالك الرق قال الله سبحانه * (ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ وهو كل على مولاه) * النحل يريد مالكه واشتهار هذا القسم يغنى الاطالة فيه وثالثها المعتق ورابعها المعتق وذلك ايضا مشهور معلوم وخامسها ابن العم قال الشاعر * مهلا بني عمنا مهلا موالينا * لا تنشروا بيننا ما كان مدفونا * وسادسها الناصر قال الله عزوجل * (ذلك بان الله مولى الذين آمنوا وان الكافرون لا مولى لهم) * سورة محمد يريد لا ناصر لهم وسابعها المستولي لضمان الجريزة ويجوز الميراث قال الله عزوجل * (ولكل جعلنا موالى مما ترك الوالدان والاقربون والذين عقدت ايمانكم فاتوهم نصيبهم ان الله كان على كل شئ شهيدا) * النساء وقد اجمع المفسرون على ان المراد بالموالى ههنا من كان املك بالميراث واولى بحيازته قال الاخطل * فاصبحت مولاها من الناس بعده * واحرى قريش ان تهاب وتحمدا * وثامنها الحليف وتاسعها الجار وهذان القسمان ايضا معروفان وعاشرها الامام السيد المطاع وسيأتي في الجواب عن السؤال الرابع ان شاء الله تعالى فقد اتضح لك بهذا البيان ما يحتمله لفظة مولى من الاقسام وان اولى أحد محتملاتها معاني الكلام بل هي الاصل واليها يرجع معنى كل قسم لأن مالك الرق لما كان اولى بتدبير عبده من غيره كان لذلك مولاه والمعتق لما كان اولى بمعتقه في تحمله لجريرته والصق به من غيره كان مولاه وابن العم لما كان اولى بالميراث ممن هو ابعد منه في نسبه واولى ايضا من الاجنبي بنصرة ابن عمه كان مولى والناصر لما اختص بالنصرة وصار بها اولى كان لذلك مولى وإذا تأملت بقية الاقسام وجدتها جارية هذا المجرى وعائدة بمعناها الى الاولى وهذا يشهد بفساد قول من زعم انه متى اريد بمولى اولى كان ذلك مجازا وكيف يكون مجازا وكل قسم من اقسام مولى عائد الى معنى الاولى وقد قال الفراء في كتاب معاني القرآن ان الولي والمولى في كلام العرب واحد (الجواب عن السؤال الثالث) فاما الحجة على ان المراد بلفظة مولى في خبر الغدير الاولى فهي ان من عادة اهل اللسان في خطابهم إذا اوردوا جملة مصرحة و--- [ 230 ]

Bogga 229