Kaniisada Antakiya
كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى (الجزء الأول): ٣٤–٦٣٤م
Noocyada
38
مكتبة أوروشليم
وكانت أم الكنائس قد خصت رئاستها بأقرباء السيد في الجسد وبغيرهم ممن كان من أصل يهودي، فلما أوقد اليهود نار الثورة سنة 132، وتشردوا كما سبق وأشرنا، أخذت أم الكنائس تختار لرئاستها أساقفة من الأمم، وكان مرقس الأسقف الأول من هؤلاء والسادس عشر بعد يعقوب أخي الرب، وفي السنة 185 رقي السدة الرسولية الأوروشليمية نرقيسوس القديس
Narxisson
الذي تشرف بفعل المعجزات، وعمر نرقيسوس طويلا (100-216)، ولما لم يعد يستطيع القيام بأعباء وظيفته لتقدمه في السن، دعت عناية الله ألكسندروس أسقف قيصرية قبدوقية لزيارة الأماكن المقدسة في السنة 212.
وكان ألكسندروس هذا قد درس على بنطينس وأقليمس الإسكندريين، وجاهد في سبيل الدين، فما إن علم المسيحيون بقدومه حتى ألحوا عليه بالبقاء بينهم وتولي شئون كنيستهم، واشترك مسيحيو الكنائس المجاورة في هذا الإلحاح، فقبل ألكسندروس وساس كنيسة أوروشليم تسعا وثلاثين سنة (212-251)، وأفضل ما يذكر له بعد تمسكه بأهداب الدين القويم وقيامه بالواجب الرعائي، اهتمامه بإنشاء مكتبة في أوروشليم تجمع أهم ما صنف في الدين المسيحي، وأثمن ما تبودل من رسائل في مشاكل الكنيسة واحتياجاتها في ذلك العصر، وقد تسنى لأفسابيوس المؤرخ أن يستعين بهذه المجموعة القيمة عندما صمم على تدوين تاريخ الكنيسة.
39
ويجمع العلماء الباحثون على أن هذه المكتبة هي أقدم مكاتب النصرانية،
40
ومما يذكر لهذا الأسقف التقي الفاضل اهتمامه في تشجيع الحج إلى الأماكن المقدسة، وما كان للحج من أثر في تقريب القلوب وتوحيد الصفوف.
Bog aan la aqoon