Kaniisada Antakiya

Asad Rustam d. 1385 AH
112

Kaniisada Antakiya

كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى (الجزء الأول): ٣٤–٦٣٤م

Noocyada

واختلف المؤمنون الأولون في اليوم الذي يذكرون فيه الآلام، وفي اليوم الذي يبتهجون فيه بالقيامة؛ فكنائس آسية الصغرى وقيليقية وسوريا الشمالية وبين النهرين كانت تقيم هذه الذكرى في أي يوم من الأسبوع وافق وقوعه الرابع عشر من نيسان أو السادس عشر منه، أما كنائس بلاد اليونان وإيطالية وأفريقية ومصر وفلسطين والبونط، فإنها خصت يوم الجمعة وحده بالآلام ويوم الأحد بالقيامة، وكانت في السنين التي لا يوافق فيها الرابع عشر من نيسان يوم جمعة، تذكر الآلام في أول يوم جمعة بعده ومثله يوم الأحد للقيامة.

واقترن هذا الخلاف بخلاف آخر، فاعتبرت كنائس آسية الصغرى ومن شد أزرها يوم الآلام يوم تحرير من العبودية وخلاص، فكانت تفرح في يوم موت الرب وتحل الحزن والصوم معا مستشهدة بيوحنا الحبيب وبفيليبوس أيضا، أما الكنائس الأخرى فإنها كانت تعتبر يوم الصلب يوم حزن، فلا تسمح بحل الصوم قبل تذكار القيامة، وكانت تستشهد بتعاليم بطرس وبولس في ذلك.

1

واستمر هذا الخلاف وقتا طويلا، ولكنه لم يقطع ربط السلام والمحبة بين الكنائس، ثم كثر عدد المسيحيين وتغربوا، فاضطروا أن يقيموا في بلدان جرت كنائسها على غير عادة كنائسهم، فساءهم كما ساء غيرهم أن يختلفوا في موعد العيد الكبير، ولكنهم واظبوا على ممارسة التقاليد الموروثة بسلام ومحبة، وكثر عدد المسيحيين الآسيويين في رومة وجروا على عادتهم الخاصة في ممارسة عيد الفصح، ولم يعترضهم أسقف واحد من أساقفة رومة قبل فيكتور، ولم يقطعوا أحدا من الشركة، بل إنهم ذكروا هؤلاء الآسيويين في صلواتهم، وأرسلوا لهم الأفخارستية في حينه.

بوليكاربوس وأنيقيطس (154)

وجاءت سنة 154 وكان القديس الشهيد بوليكاربوس أسقف أزمير قد ناهز الخامسة والثمانين، فقام إلى رومة لقضاء مصالح متعددة منها النظر في مسألة الفصح، والتقى بزميله أنيقيطس أسقف رومة وبحث معه أمر الخلاف، فاستمسك كل منهما بتسليم الرسل كما مارسه، ولم يستطع أحد منهما أن يقنع الآخر، ولم يؤثر هذا الاختلاف في ربط المحبة الأخوية، فإن الاثنين اشتركا في خدمة القداس الإلهي، وعند تقديس القرابين تنحى أنيقيطس لبوليكاربوس؛ لأنه كان شيخا طاعنا في السن، ورجلا رسوليا تلميذا ليوحنا الحبيب وأقرب منه إلى الرسل، ولا نرى في النصوص الأولية ما يبرر استنتاج المؤرخ شميدت الألماني في أن بوليكاربوس وجد في رومة في فصل الربيع، وأنه بعد اختلافه في الرأي مع زميله الأسقف الروماني أقام خدمة قداس الفصح لجماعته الآسيويين، بينما أقام أسقف رومة قداسا آخر للرومانيين.

2

مليتون وبلاستوس

واستشهد بوليكاربوس في السنة 155 وحذا حذوه أنيقيطس في السنة 166، وظل الخلاف قائما بين المؤمنين، وتكاثرت صفوف الهراطقة وتراصت، وحوالي السنة 170 انبعثت حركة التهود في كنيسة لاذقية فريجية، فهب مليتون يصنف في عيد الفصح، ونهض أبوليناريوس هيرابوليس يقاوم التهود بكل ما أوتي من حكمة ومقدرة،

3

Bog aan la aqoon