Al-Kamil fi al-Taarikh

Ibn Al-Athir d. 630 AH
19

Al-Kamil fi al-Taarikh

الكامل في التاريخ

Baare

عمر عبد السلام تدمري

Daabacaha

دار الكتاب العربي

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٧هـ / ١٩٩٧م

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

Noocyada

taariikh
بِالْمَغْرِبِ تُسَمَّى جَابَرْسَ وَأُخْرَى بِالْمَشْرِقِ تُسَمَّى جَابَلْقَ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عَشَرَةُ آلَافِ بَابٍ، يَحْرُسُ كُلَّ بَابٍ مِنْهَا عَشَرَةُ آلَافِ رَجُلٍ، لَا تَعُودُ الْحِرَاسَةُ إِلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَذَكَرَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَمَنْسَكَ وَثَارِيسَ، إِلَى أَشْيَاءَ أُخَرَ لَا حَاجَةَ إِلَى ذِكْرِهَا، فَأَعْرَضْتُ عَنْهَا لِمُنَافَاتِهَا الْعُقُولَ. وَلَوْ صَحَّ إِسْنَادُهَا لَذَكَرْنَاهَا، وَقُلْنَا بِهِ، وَلَكِنَّ الْحَدِيثَ غَيْرُ صَحِيحٍ، وَمِثْلُ هَذَا الْأَمْرِ الْعَظِيمِ لَا يَجُوزُ أَنْ يُسَطَّرَ فِي الْكُتُبِ بِمِثْلِ هَذَا الْإِسْنَادِ الضَّعِيفِ. وَإِذَا كُنَّا قَدْ بَيَّنَّا مِقْدَارَ مُدَّةِ مَا بَيْنَ أَوَّلِ ابْتِدَاءِ اللَّهِ ﷿ فِي إِنْشَاءِ مَا أَرَادَ إِنْشَاءَهُ مِنْ خَلْقِهِ إِلَى حِينِ فَرَاغِهِ مِنْ إِنْشَاءِ جَمِيعِهِ مِنْ سِنِي الدُّنْيَا وَمُدَّةِ أَزْمَانِهَا، وَكَانَ الْغَرَضُ فِي كِتَابِنَا هَذَا ذِكْرَ مَا قَدْ بَيَّنَّا أَنَّا ذَاكِرُوهُ مِنْ تَارِيخِ الْمُلُوكِ الْجَبَابِرَةِ، وَالْعَاصِيَةِ رَبَّهَا وَالْمُطِيعَةِ رَبَّهَا، وَأَزْمَانِ الرُّسُلِ، وَالْأَنْبِيَاءِ، وَكُنَّا قَدْ أَتَيْنَا عَلَى ذِكْرِ مَا تَصِحُّ بِهِ التَّأْرِيخَاتُ وَتُعْرَفُ بِهِ الْأَوْقَاتُ، وَهُوَ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ، فَلْنَذْكُرِ الْآنَ أَوَّلَ مَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ مُلْكًا، وَأَنْعَمَ عَلَيْهِ فَكَفَرَ نِعْمَتَهُ، وَجَحَدَ رُبُوبِيَّتَهُ، وَاسْتَكْبَرَ، فَسَلَبَهُ اللَّهُ نِعْمَتَهُ، وَأَخْزَاهُ، وَأَذَلَّهُ، ثُمَّ نُتْبِعْهُ ذِكْرَ مَنِ اسْتَنَّ سُنَّتَهُ، وَاقْتَفَى أَثَرَهُ وَأَحَلَّ اللَّهُ بِهِ نِعْمَتَهُ، وَنَذْكُرْ مَنْ كَانَ بِإِزَائِهِ أَوْ بَعْدَهُ مِنَ الْمُلُوكِ الْمُطِيعَةِ رَبَّهَا الْمَحْمُودَةِ آثَارُهَا، وَمِنَ الرُّسُلِ وَالْأَنْبِيَاءِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.

1 / 23