وتعالى: ﴿أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ﴾ ١، قالوا: كناية عن الجماع، وليس الأمر عندنا كذلك، وما أصف مذهب اهل المدينة، قد فرغ من النكاح تصريحًا، وإنما الملامسة ان يلمسها الرجل بيد أو بإدناء جسدٍ من جسدٍ، فذلك ينقض الوضوء في قول أهل المدينة، لأنه قال ﵎ بعد ذكر الجنب: ﴿أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ﴾ .
وقوله ﷿: ﴿كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ﴾ ٢، كنايةٌ بإجماع عن قضاء الحاجة، لأن كلّ من يأكل الطعام في الدنيا أنجى، يقال: نجا وأنجى، إذا قام لحاجة الإنسان. وكذلك: ﴿وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا﴾ ٣. كناية عن الفروج، ومثله: ﴿أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ﴾ ٤، فإنما الغائط كالوادي، وقال عمرو بن معدي كرب:
وكم من غائط من دون سلمى ... قليل الإنس ليس به كتيع٥
ويقال: وهم الرجل يوهم، إذا شكّ، وهو الجود، ويجوز: ييهم، وييهم، وياهم، لعلل، وكذلك ما كان مثله، نحو: وجل يوجل ووحل يوحل، ووجع يوجع، ويجوز في وهم أن تقول: "يهم" فإن المعتلّ من هذا يجيء على مثال حسب يحسب، مثل: ولي الأمير يلي، وورم الجرح يرم، فهذا جميع ما في هذا الباب.
١ سورة النساء ٤٣.
٢ سورة المائدة ٧٥.
٣ سورة فصلت ٢١.
٤ سورة النساء ٤٢.
٥ يقال: ما بالدار كتيع، أى ما بها أحد.
لرجل من تميم
وقال رجلٌ أحسبه من بني تميم:
لاتسألنّ الخيل ي اسعد مالها ... وكن أخريات الخيل علّك تجرح
لعلّك تحمي عن صحاب بطعنةٍ ... لها عائد ينفي الحصا حين ينفخ
وأكرم كريمًا إن أتاك لحاجةٍ ... لعاقبةٍ إنّ العضاه تروّح١
بذا فامدحيني واندبيني فإنّني ... فتى تعتريه هزّةٌ حين يمدح٢
١ زيادات ر: "إذا أدبر القيظ وبرد الليل تحرك للشجر ورق رطب، فيقال: أخلف الشجر وتروح".
٢ هذا البيت من زيادات ر.