394

Al-Kamil ee Luqadda iyo Suugaanta

الكامل في للغة والأدب

Tifaftire

محمد أبو الفضل إبراهيم

Daabacaha

دار الفكر العربي

Daabacaad

الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٩٧ م

Goobta Daabacaadda

القاهرة

وإذا شرب المرضّة قال أوكي ... على ما في سقائك قد روينا١
فالصعلوك: الذي لا مال له، قال الشاعر٢:
كأن الفتى لم يعر يومًا إذا اكتسى ... ولم يك صعلوكًا إذا ما تموّلا
وقوله: "نئوم" يصفه بالبلادة والكسل، وكانت العرب تمدح بخفّة الرؤوس عن النوم، وتذمّ النّومة، كما قال عبد الملك لمؤدب ولده: علمهم العوم، وخذهم بقلّة النوم. وإنما توجّع لخالاته لأنهن كنّ إماء.

١ زيادات ر: "إذا صب لبن حليب على حامض، فهى المرضة" وأوكى: شد به بالوكاء، وهو كل شيء يسد به فم السقاء.
٢ زيادات ر: "جابر بن ثعلبة الطائي".
النجباء من أولاد السراري
ويروى عن رجل من قريش -لم يسمّ لنا- قال: كنت أجالس سعيد بن المسيّب، فقال لي يومًا: من أخوالك؟ فقلت: أمي فتاةٌ، فكأنّي نقصت في عينه، فأمهلت حتى دخل عليه سالم بن عبد الله بن عمر الخطاب ﵁، فلما خرج من عنده قلت: ياعمّ! من هذا؟ فقال: يا سبحان الله! أتجهل مثل هذا من قومك! هذا سالم بن عبد الله بن عمر، قلت: فمن أمه؟ قال: فتاةٌ، قال: ثم أتاه لقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنده، فجلس عنده ثم نهض، فقلت: ياعمّ من هذا؟ فقال: أتجهل من أهلك مثله! ما أعجب هذا! هذا القاسم بن محمد بن أبي بكر الصّديق، قلت: فمن أمه؟ قال: فتاةٌ، فأمهلت شيئًا حتى جاءه عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب ﵁، فسلّم عليه ثم نهض، فقلت: ياعمّ، من هذا؟ قال: هذا الذي لا يسع مسلمًا أن يجهله! هذا عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قلت: فمن أمه؟ قال: فتاةٌ، قال، قلت يا عم! رأيتني نقصت في عينك لمّا علمت أني لأم ولد، أفما لي في هؤلاء إسوةٌ! قال: فجللت في عينه جدًا.
وكانت أمّ عليّ بن الحسين "سلافة" من ولد يزدجرد، معروفة النّسب، وكانت من خيرات النّساء.
ويروى أنه قيل لعليّ بن الحسين ﵀: إنك من أبر الناس، ولست تأكل مع أمك في صفحة؟ فقال: أكره أن تسبق يدي إلى ما قد سبقت عينها فأكون قد عققتها.

2 / 90