338

Al-Kamil ee Luqadda iyo Suugaanta

الكامل في للغة والأدب

Tifaftire

محمد أبو الفضل إبراهيم

Daabacaha

دار الفكر العربي

Lambarka Daabacaadda

الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٩٧ م

Goobta Daabacaadda

القاهرة

خالد بن صفوان مع بلال بن أبي بردة
وكان خالد بن صفوان يدخل على بلال بن أبي بردة يحدثه فيلحن، فلما كثر ذلك على بلال قال له: أتحدثني أحاديث الخلفاء، وتلحن لحن السقّاءات! وقال التّوّزيّ: فكان خالد بن صفوان بعد ذلك يأتي المسجد ويتعلم الإعراب، وكفّ بصره فكان إذا مرّ به موكب بلال يقول: ما هذا؟ فيقال له: الأمير، فيقول خالد:
سحابة صيفٍ عن قليل تقشّع
فقيل ذلك لبلال، فاجلس معه من يأتيه بخبرة، ثم مرّ به بلال، فقال خالد كما كان يقول، فقيل ذلك لبلال، فأقبل على خالد فقال: لا تقشّع والله حتى تصبيك منها بشؤبوب بردٍ! فضربه مائتي سوط. وقال بعضهم: بل أمر به فديس بطنه.
قوله: "بشؤبوب" مهزوم، وهو الدّفعة من المطر بشدة، وجمعه شآبيب. وقال النابغة يخاطب القبيلة:
ولا تلاقي كما لاقت بنو أسدٍ ... فقد أصابهم منها بشؤبوب
يريد ما نال بني أسد من غارة النعمان عليهم، وضرب الشؤبوب مثلًا للغارة، والغارة تضرب لذلك مثلًا، كما يقال شنّ عليهم الغارة، أي صبها عليهم، قال ابن هرمة:
كم بازلٍ قد وجأت لبّتها ... بمستقبلّ الشؤبوب أو جمل
يريد ما وجأها به من جديدة، يقول: لمّا وجأتها دفعت بشؤبوب من الدم، فكأنه قال: بسنان مستهل الشؤيوب، أما ما أشبه بذلك.
خالد بن صفوان وسليمان بن علي
وكان خالد بن صفوان أحد من إذا عرض له القول قال، فيقال: إن سليمان بن علي سأله عن ابنيه جعفر ومحمدٍ، فقال: كيف إحمادك جوار همايا أبا صفوان؟فقال:
أبو مالكٍ جارٌ لها وابن برثنٍ ... فيا لك جاري ذلّة وصغار!

2 / 34