289

Al-Kamil ee Luqadda iyo Suugaanta

الكامل في للغة والأدب

Baare

محمد أبو الفضل إبراهيم

Daabacaha

دار الفكر العربي

Lambarka Daabacaadda

الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٩٧ م

Goobta Daabacaadda

القاهرة

فـ"من" تقع للواحد والاثنين والجميع والمؤنث على لفظ واحد، فإن شئت حملت خبرها على لفظها فقلت: من في الدار يحبك، عنيت جميعًا أو اثنين أو واحدًا أو مؤنثًا، وإن شئت حملته على المعنى فقلت: يحبانك، وتحبك إذا عنيت امرأة ويحبونك إذا عنيت جميعًا كل ذلك جائز جيد، وقال الله ﷿: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ﴾ ١. ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي﴾ ٢. وقال فحمل على المعنى: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ﴾ ٣. وقرأ أبو عمرو: ﴿وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا﴾ ٤ فحمل الأول على اللفظ والثاني على المعنى. وفي القرآن: ﴿بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ .
فهذا كله على اللفظ، ثم قال: ﴿وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ على المعنى.
وقوله: "أو شباة سنان" فالشبا والشباة واحد وهو الحد.

١ سورة يونس ٤٠.
٢ سورة التوبة ٤٩.
٣ سورة يونس ٤٢.
٤ سورة الأحزاب ٣١.
في وصف الجود والحث على المبادرة به
ومما يستحسن في وصف الجود والحث على المبادرة به، وتعريف حد العاقبة فيه، قول النمر بن تولب العكلي، أحد بني عكل بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس١ بن مضر:
أعاذل إن يصبح صداي بقفرةٍ ... بعيدًا نآني صاحبي وقريبي
تري أن ما أبقيت لم أك ربه ... وأن الذي أنفقت كان نصيبي
وذي إبل يسعى ويحسبها له ... أخي نصب في رعيها ودؤوب
غدت وغدا رب سواه يقودها ... وبدل أحجارا وجال قليب

١ زيادات ر: "قال ابن السراج: من رواه إلياس فقد أخطأ، إنما هو ابن بوصل اليأس بوصل الألف وكسر السين، والألف واللام للتعريف، والاسم "يأس" مشق من يئست.

1 / 292