152

Al-Kamil ee Luqadda iyo Suugaanta

الكامل في للغة والأدب

Baare

محمد أبو الفضل إبراهيم

Daabacaha

دار الفكر العربي

Lambarka Daabacaadda

الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٩٧ م

Goobta Daabacaadda

القاهرة

وقوله١: "وحلبت الأيام والدهر أضرعا" فإنه مثلٌ، يقال للرجل المجرب للأمور: فلان قد حلب الدهر أشطره أي قد قاسى الشدة والرخاء، وتصرف في الفقر والغنى، كما قال القائل: قد عشت في الناس أطوارًا على طرقٍ ... شتى، وقاسيت فيها اللين والفظعا كلا بلوت، فلا النعماء تبطرني ... ولا تخشعت من لأوائها جزعًا لا يملا الهول صدري قبل موقعه ... ولا أضيق به ذرعًا إذا وقعا ومعنى قوله:" أشطره" فإنما يريد خلوفه.، يقال: حلبتها شطرًا بعد شطرٍ.،وأصل هذا من التنصف، لأن كل خلفٍ عديلٌ لصاحبه. وللشطر وجهان في كلام العرب.، فأحدهما النصف كما ذكرنا، من ذلك قولهم: شاطرتك مالي، والوجه الآخر القصد، يقال: خذ شطر زيدٍ، أي قصده، قال الله ﷿: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ أي قصده، ﴿وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾ ٢. قال أبو العباس: وأنشدني التوزي عن أبي عبيدة قول الشاعر: إن العسير بها داءٌ مخامرها ... فشطرها نظر العينين محسور يريد ناحيتها وقصدها، والعسير: التي تعسر بذنبها إذا حملت، أي تشيله وترفعه، ومنه سمي الذنب عوسرًا، أي تضرب بذنبها. ومعنى ذلك أنه ظهر من جهدها وسوء حالها ما أطيل معه النظر إليها حتى تحسر العينان. والحسير: المعيي، وفي القرآن: ﴿يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ﴾ ٣. وقوله: "سقاها ذوو الأرحام سجلًا على الظما"

١ انظر ص ١٨٨. ٢ سورة البقرة ١٤٤. ٣ سورة الملك ٤.

1 / 155