Kamaaluddiin iyo Tamaam An-Nicmah
كمال الدين و تمام النعمة - الجزء1
Noocyada
نعما لا تحصى ثم غلظ عليه القول بقوله عز وجل بيدي أستكبرت كقول القائل بسيفي تقاتلني وبرمحي تطاعنني وهذا أبلغ في القبح وأشنع فقوله عز وجل وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة كانت كلمة متشابهة أحد وجوهها أنه يتصور عند الجاهل أن الله عز وجل يستشير خلقه في معنى التبس عليه ويتصور عند المستدل إذا استدل على الله عز وجل بأفعاله المحكمة وجلالته الجليلة أنه جل عن أن يلتبس عليه معنى أو يستعجم عليه حال فإنه لا يعجزه شيء في السماوات والأرض والسبيل في هذه الآية المتشابهة كالسبيل في أخواتها من الآيات المتشابهات أنها ترد إلى المحكمات مما يقطع به ومعه العذر للمتطرق إلى السفه والإلحاد.
فقوله وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة يدل على معنى هدايتهم لطاعة جليلة مقترنة بالتوحيد نافية عن الله عز وجل الخلع والظلم وتضييع الحقوق وما تصح به ومعه الولاية فتكمل معه الحجة ولا يبقى لأحد عذر في إغفال حق.
وأخرى أنه عز وجل إذا علم استقلال أحد من عباده لمعنى من معاني الطاعات ندبه له حتى تحصل له به عبادة ويستحق معها مثوبة على قدرها ما لو أغفل ذلك جاز أن يغفل جميع معاني حقوق خلقه أولهم وآخرهم جل الله عن ذلك فللقوام بحقوق الله وحقوق خلقه مثوبة جليلة متى فكر فيها مفكر عرف أجزاءها إذ لا وصول إلى كلها لجلالتها وعظم قدرها وأحد معانيها وهو جزء من أجزائها أنه يسعد بالإمام العادل النملة والبعوضة والحيوان أولهم وآخرهم بدلالة قوله تعالى وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ويدل على صحة ذلك قوله عز وجل في قصة نوح ع فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا الآية ثم من المدرار ما ينتفع به الإنسان وسائر الحيوان وسبب ذلك الدعاة إلى دين الله والهداة إلى حق الله فمثوبته على أقداره وعقوبته على من عانده بحسابه ولهذا نقول إن
Bogga 8