Kamaaluddiin iyo Tamaam An-Nicmah
كمال الدين و تمام النعمة - الجزء1
Noocyada
العقول صورة ثابتة وبالخليفة يستدل على المستخلف كما جرت به العادة في العامة والخاصة وفي المتعارف متى استخلف ملك ظالما استدل بظلم خليفته على ظلم مستخلفه وإذا كان عادلا استدل بعدله على عدل مستخلفه فثبت أن خلافة الله توجب العصمة ولا يكون الخليفة إلا معصوما
وجوب طاعة الخليفة
ولما استخلف الله عز وجل آدم في الأرض أوجب على أهل السماوات الطاعة له فكيف الظن بأهل الأرض ولما أوجب الله عز وجل على الخلق الإيمان بملائكة الله وأوجب على الملائكة السجود لخليفة الله ثم لما امتنع ممتنع من الجن عن السجود له أحل الله به الذل والصغار والدمار وأخزاه ولعنه إلى يوم القيامة علمنا بذلك رتبة الإمام وفضله وأن الله تبارك وتعالى لما أعلم الملائكة أنه جاعل في الأرض خليفة أشهدهم على ذلك لأن العلم شهادة فلزم من ادعى أن الخلق يختار الخليفة أن تشهد ملائكة الله كلهم عن آخرهم عليه والشهادة العظيمة تدل على الخطب العظيم كما جرت به العادة في الشاهد فكيف وأنى ينجو صاحب الاختيار من عذاب الله وقد شهدت عليه ملائكة الله أولهم وآخرهم وكيف وأنى يعذب صاحب النص وقد شهدت له ملائكة الله كلهم.
وله وجه آخر وهو أن القضية في الخليفة باقية إلى يوم القيامة ومن زعم أن الخليفة أراد به النبوة فقد أخطأ من وجه وذلك أن الله عز وجل وعد أن يستخلف من هذه الأمة الفاضلة خلفاء راشدين كما قال جل وتقدس وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ولو كانت قضية الخلافة قضية النبوة أوجب حكم الآية أن يبعث الله عز وجل نبيا بعد محمد(ص)وما صح قوله وخاتم النبيين فثبت
Bogga 5