فكأنه كره صلى الله عليه وسلم أن ينفرد أحد بإصلاح نعله، فيحوز فضيلة الخدم، ويكون له بمثابة الخادم، ويكون له صلى الله عليه وسلم ترفع المخدوم على خادمه.
كره ذلك لتواضعه صلى الله عليه وسلم، وعدم ترفعه على من صحبه صلى الله عليه وسلم.
ويؤيده؛ ما روي أنه صلى الله عليه وسلم؛ أراد أن يمتهن نفسه في شيء، فقالوا: نحن نكفيك رسول الله.
قال صلى الله عليه وسلم: ((قد علمت أنكم تكفوني، ولكن أكره أن أتميز عليكم. فإن الله يكره من عبده أن يراه متميزا بين أصحابه)).
صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم
فالله أعلم أراد ذلك صلى الله عليه وسلم، أم لا!، وإنما شرحناه على مقتضى اللغة، والله أعلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((سترون [بعدي] أثرة))، وهو: الاسم من: الإيثار، أي: ترون استئثارا عليكم واستبدادا بالحظ دونكم. وكم بين من يؤثر على نفسه غدا بخصائصه، وبين من يستأثر بحق غيره عند السعة.
يقال: آثرت الرجل بالشيء أوثره إيثارا، والله سبحانه أعلم.
Bogga 61