لوجه الثالث
أن الذي زاده الدميري من النقل عن البيان والتحصيل لا يكفي في تفسير ما أجمله المقدسي من الاختلاف، لأن النقل في هذه المسألة موجود عن المالكية، بل وبقية أهل المذاهب، وعن بعض الصحابة ثم عن بعض التابعين ممن بعدهم من فقهاء الأمصار.
أما الشافعية:
فقد عقد الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي -وهو من كبار الشافعية- لذلك بابا في كتاب السنن الكبير الذي صنفه في بيان أدلة المسائل التي اشتمل عليها المبسوط للمزني صاحب الإمام الشافعي من أول الفقه إلى آخره.
فقال رحمه الله تعالى في آخر كتاب العيدين: باب ما روي في قول الناس بعضهم لبعض يوم العيد: تقبل الله منا ومنكم، ثم ذكر فيه من طريق خالد بن معدان -وهو ثقة- قال: لقيت واثلة -يعني ابن الأسقع الصحابي- في يوم عيد، فقلت: تقبل الله منا ومنك، فقال: نعم تقبل الله منا ومنك، لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت له: تقبل الله منا ومنك فقال: ((نعم تقبل الله منا ومنك)).
Bogga 30