الجزء من فوائد الشيخ الإمام السديد المقرئ أبي محمد عبد الله بن علي بن عبد الله بن عبد الرحمن بن داود الطامذي

Bogga 13

[فوائد الطامذي]

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

حدثنا الشيخ الإمام العلم أفضل الدين أبو بكر أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله قال: أخبرنا الشيخ [أبو] محمد عبد الله بن علي الطامذي:

1- أخبرنا الشيخ أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر القارئ البغدادي رحمه الله بمدينة السلام، ثنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى البيع، ثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء، ثنا يوسف، ثنا جرير، عن الأعمش، عن شقيق، عن حذيفة رضي الله عنه قال: ((قام فينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مقاما ما ترك شيئا يكون في قيامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدث به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه قد علمه أصحابي هؤلاء وإنه ليكون منه الشيء قد نسيته فأراه فأذكر كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم إذا رآه عرفه)).

Bogga 14

هذا حديث صحيح متفق على صحته رواته ثقات مشاهير، فحذيفة هو ابن اليمان بن حسيل بن جابر وقيل اليمان هو حسيل بعينه من بني عبس يكنى أبا عبد الله يعد في أهل الكوفة كان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم توفي بعد قتل عثمان رضي الله عنهما سنة ست وثلاثين، وشقيق هو ابن سلمة يكنى أبا وائل الأسدي أدرك زمان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا أنه لم يره كان من خيار أصحابه بالكوفة، قيل ولد سنة إحدى من الهجرة ومات وقد نيف على المائة، والأعمش هو سليمان بن مهران الأسدي ثم مولى بني كاهل أبو محمد من أئمة أهل الكوفة وقرائهم وحفاظهم توفي سنة ثمان وأربعين ومائة وكان ميلاده سنة خمس وستين، وجرير هو ابن عبد الحميد أبو عبد الله الضبي الكوفي الأصل الرازي الدار ولد سنة تسع أو عشر ومائة، ومات سنة ثمان وثمانين ومائة كان أصحابه يقدمونه عند الطلب، ويوسف هو ابن موسى بن راشد بن بلال القطان كوفي أيضا سكن بغداد ومات بها سنة اثنتين وخمسين ومائتين يكنى أبا يعقوب من الثقات روى عنه البخاري في صحيحه غير هذا الحديث.

وأبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ضبي من المحدثين المعمرين الثقات كان يحضر مجلسه عشرة آلاف رجل وولي قضاء الكوفة #16# ستين سنة رؤي في المنام كأن قائلا يقول: إن الله تعالى ليدفع عن أهل بغداد به، ولد سنة خمس وثلاثين ومائتين، وتوفي سنة ثلاثين وثلاثمائة.

وأبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى المؤدب البيع من ثقات من في وقته ببغداد معروف بالسماع من المحاملي توفي سنة ثمان وأربعمائة وكان قد بلغ سبعا وثمانين سنة.

وشيخي -رحمه الله- من آخر من روى حديث المحاملي بعلو كان يرحل إليه للسماع منه وكان مولده سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة وعمر.

والإسناد من أبدال كتاب مسلم بن الحجاج الصحيح فإنه أخرجه في صحيحه عن إسحاق بن إبراهيم وعثمان بن أبي شيبة عن جرير. وأخرجه البخاري ومسلم أيضا رحمهما الله من حديث سفيان، عن الأعمش، فكأن شيخي حدثني به عن أصحاب مسلم، وقد رواه مسلم أيضا عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، عن سفيان، عن الأعمش. ففي هذا الطريق كأني سمعته من أصحاب مسلم بن الحجاج بحمد الله ومنه.

Bogga 15

2- أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن عثمان بن طلحة ابن النعالي حفيد أبي الحسن بن طلحة الحافظ الحمامي البغدادي بها رحمه الله قراءة عليه وأنا أسمع مع أخي الشيخ المقرئ أبي العباس أحمد بن علي رحمه الله، أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي البزاز الفارسي سنة تسع وأربعمائة، ثنا أبو عبد الله الحسين بن #17# إسماعيل القاضي إملاء سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، ثنا أحمد بن إسماعيل، ثنا مالك، عن ابن شهاب عن، أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((من توضأ فليستنثر ومن استجمر فليوتر)).

وهذا الحديث أيضا صحيح باتفاق أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري وأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري إمامي أهل الصنعة، فإنهما أخرجاه في كتابيهما الصحيحين من حديث الزهري أبي بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن زهرة القرشي الإمام المديني رحمه الله، وحديث مالك هذا تفرد بإخراجه مسلم فرواه عن يحيى بن يحيى النيسابوري عنه، فكأن شيخي حدثني به عن أصحاب مسلم، ورواه البخاري ومسلم أيضا من حديث يونس عن الزهري نازلا، كأنما سمعته من أصحاب البخاري ومسلم.

وقد سمعه أبو إدريس -واسمه عائذ الله بن عبد الله الشامي- من أبي سعيد الخدري أيضا وهو في صحيح مسلم أيضا وليس لأبي إدريس هذا في صحيح البخاري إلا هذا الحديث الواحد وله في صحيح مسلم حديث آخر، وهو عال من حديث الإمام أبي عبد الله مالك بن أنس الأصبحي المديني والحمد الله الذي رزقنيه.

Bogga 16

3- قرأت على الشيخ الزاهد أبي طاهر جعفر بن أبي بكر محمد بن الفضل القرشي العباداني بالبصرة في بني عدي رحمه الله، ثنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي ثنا أبو الحسن علي بن إسحاق بن البختري المادرائي، ثنا أبو الحسن علي بن حرب الطائي، ثنا سفيان بن عيينة، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: وقع بين الأوس والخزرج كلام حتى تناول بعضهم بعضا، فأتي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخبر فأتاهم فاحتبس عندهم فأذن بلال وتقدم أبو بكر رضي الله عنهما فالتفت أبو بكر فإذا هو برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن أمكث مكانك فرفع أبو بكر رأسه إلى السماء ونكص القهقرى وتقدم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فصلى بالناس فلما قضى الصلاة قال: ((يا أبا بكر ما منعك أن تثبت مكانك؟)) قال: ما كان الله عز وجل -ليرى ابن أبي قحافة بين يدي رسول الله صلى الله وعلى آله وسلم- وقال النبي صلى الله وعلى آله وسلم: ((من نابه شيء في صلاته فليقل سبحان الله)). أحسبه قال: ((فإنما التسبيح للرجال والتصفيق للنساء)).

صحيح على شرط البخاري ومسلم جميعا فالبخاري أخرجه في صحيحه عن علي بن المديني، عن ابن عيينة، ومسلم أورده في صحيحه #19# عن أبي بكر بن أبي شيبة، وزهير، و[عمرو الناقد]، جميعا عن ابن عيينة في عدة طرق، أخرجاه من حديث أبي حازم سواه.

وكان الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل قد سمع من ابن عيينة أحاديث كثيرة وفاته هذا الحديث عنه فلم يسمعه وهو من السباعيات الصحاح الجياد كان ابن عيينة يسأل عنه لعزته وعلوه وجودته رزقته عاليا من حديثه. وأبو حازم اسمه سلمة بن دينار الأشجعي مولى لا صليبا الأعرج الأفزر القاص من عباد أهل المدينة وزهادهم.

Bogga 18

4- وأخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر القارئ رحمه الله، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان البزاز بعكبرا، نا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي الموصلي في شهر ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، حدثني جدي أبو الحسن علي بن حرب بن محمد بن علي بن حيان بن مازن -الوافد على رسول الله صلى الله وعلى آله وسلم- ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن محمد بن جبير عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله وعلى آله وسلم: ((إني أنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحى بي الكفر وأنا الحاشر الذي أحشر الناس وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي)) صلى الله عليه وعلى آله وسلم

صحيحه عن جماعة من شيوخه.

Bogga 19

5- أخبرنا الشريف أبو طاهر جعفر بن محمد بن الفضل القرشي بالبصرة بقراءتي عليه، أنا أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي القاضي، ثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن حماد الأثرم المقرئ، ثنا بشر بن مطر، ثنا محمد بن يزيد الواسطي، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن زياد المخزومي، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((لا يدخل أحدكم الجنة بعمله)) قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ((ولا أنا إلا أن يتغمدني الله تعالى منه برحمة وفضل)) ووضع يده على رأسه.

هذا حديث صحيح المتن فرد الإسناد عال من حديث أبي سعيد محمد بن يزيد الكلاعي الخولاني الواسطي وهو ثقة، عن أبي عبد الله إسماعيل بن أبي خالد الكوفي الأحمسي البجلي مولى واسم أبيه أبي خالد سعد وقيل هرمز ويقال كثير. لا أعلم رواه عن زياد مولى بني مخزوم -وليس هو بذاك- غير إسماعيل وهو أيضا تابعي أدرك ستة من الصحابة أحد حفاظ أهل زمانه وعلمائهم من الثقات المتقنين من رجال #21# الصحيحين. عزيز من رواية أهل البصرة، عن أهل واسط، عن أهل الكوفة، عن أهل المدينة.

Bogga 20

6- أخبرنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز بن عبد الله الخياط الشيخ الصالح ببغداد، أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل، أنا أبو محمد عبد الخالق بن الحسن بن محمد السقطي قراءة عليه من كتابه في شوال من سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، ثنا أبو بكر محمد بن سليمان بن الحارث الباغندي الواسطي في شهر ربيع الآخر من سنة ثمانين ومائتين، ثنا عبد الله بن رجاء الغداني، أنا إسرائيل، ثنا زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك رضي الله عنه قال: شهدت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأتاه الأعراب فقالوا: علينا حرج في كذا في الشيء من الأمور لا بأس بها؟ فقال: ((عباد الله وضع الله تعالى الحرج إلا رجل اقترض امرءا مسلما ظالما فذلك حرج وهلك)) قالوا: أنتداوى يا رسول الله؟ قال: ((نعم، فتداووا فإن الله عز وجل لم ينزل داء إلا وقد وضع له شفاء، غير داء واحد وهو الهرم)) قالوا: يا رسول الله ما خير ما أعطي العبد؟ قال: ((خلق حسن)).

Bogga 21

هذا حديث كبير مشهور عال ثابت الإسناد رواته إلى الصحابي من رجال الصحيح كوفي الإسناد أولا، ثم صار بصريا، ثم تحول بغداديا، وأسامة بن شريك رضي الله عنه ثعلبي بالثاء المنقوطة بثلاث والعين المهملة لا تغلبي بالتاء المعجمة باثنتين والغين المعجمة، من بني ثعلبة بن يربوع وقيل ثعلبة بن سعد عداده في صحابة الكوفة معروف بهذا الحديث. وأبو مالك زياد بن علاقة بن مالك بن أخي قطبة بن مالك الغطفاني الصحابي، ثعلبي أيضا كوفي من رهط أسامة ثقة حديثه في صحيحي البخاري ومسلم، تفرد بالرواية عن أسامة لا يروي عنه غيره، روى هذا الحديث عن زياد الجم الغفير من الثقات الرفعاء منهم من ساقه بطوله، ومنهم من اختصره ولم يختلفوا في إسناده إلا ما رواه وهب بن إسماعيل عن محمد بن قيس الأسدي عن زياد فجعل مكان أسامة قطبة فخالف الجميع ولم يفعل شيئا. وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي الهمداني كوفي ثقة أيضا يكنى أبا يوسف، وعبد الله بن رجاء بن عمر وقيل ابن المثنى أبو عمر الغداني بصري ثقة وقع لي عاليا من حديثه.

Bogga 22

7- أخبرنا الشريف الزاهد أبو طاهر جعفر بن محمد بن الفضل القرشي العباداني بالبصرة رحمه الله، أنا القاضي أبو عمر القاسم بن #23# جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، ثنا أبو الحسن علي بن إسحاق بن محمد البختري المادرائي قراءة عليه، ثنا محمد بن سنان القزاز، ثنا عبد الله بن رجاء، ثنا إسرائيل عن سماك، عن موسى بن طلحة، عن أبيه رضي الله عنه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في نخل فرأى أقواما في رؤوس النخل فقال: ((ما هؤلاء؟)) قالوا: يجعلون الذكر في الأنثى فقال: ((ما أظن ذلك يغني شيئا)) فبلغهم فتركوه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: ((إنما هو ظن ظننته والظن يخطئ ويصيب فإن كان يغني شيئا فاصنعوه فإنما أنا بشر مثلكم والظن يخطئ ويصيب ولكن ما قلت لكم قال الله عز وجل فلن أكذب على الله عز وجل)).

هذا حديث صحيح على شرط أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري تفرد بإخراجه في كتاب صحيحه، فرواه فيه عن قتيبة وأبي كامل، عن أبي عوانة، عن سماك، محفوظ في مسند أبي محمد طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، عال من حديث عبد الله بن رجاء.

Bogga 22

8- وأخبرنا الشريف أبو طاهر بن محمد بن الفضل الزاهد رحمه الله، أنا أبو عمر القاسم بن جعفر، أنا أبو الحسن علي بن إسحاق بن البختري، ثنا علي بن سهل، ثنا عبيد الله بن محمد، ثنا عبد الرحمن بن حماد، #24# حدثني طلحة بن يحيى، عن أبيه، عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفي يده سفرجلة فرمى بها أو ألقاها إليه وقال: يعني ((دونكها يا أبا محمد فإنها تجم الفؤاد)).

Bogga 23

9- أخبرنا أبو طاهر العباداني هذا، أنا أبو عمر الهاشمي، أنا أبو الحسن بن البختري، ثنا علي بن سهل، ثنا عبيد الله بن محمد العيشي، ثنا عبد الرحمن بن حماد، ثنا طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: ((الدهن يذهب بالبؤس، والكسوة تظهر الغنى، والإحسان إلى الخادم يكبت العدو))، موقوف.

والمشهود له بالجنة أبي محمد طلحة بن عبيد الله القرشي ثم التيمي تيم قريش مشهوران برواية أولاده عنه. وعبد الرحمن بن حماد هو ابن عمران بن موسى بن طلحة بن عبيد الله أيضا تكلم في روايته، وعبيد الله بن محمد عيشي بالياء والشين المعجمة منسوب إلى عائشة إحدى أمهات أجداده وليس من بني عائش والصحيح في نسبته العائشي، وقيل إنه من ولد عائشة بنت طلحة بن عبيد الله ثقة شريف، كان عنده عن شيخ واحد له تسعة آلاف حديث، وكان صاحب فصاحة وسخاء وعلم يكنى أبا عبد الرحمن من تيم البصرة وقع لي عاليا من حديثه.

Bogga 24

10- أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن علي المقرئ الخياط قراءة عليه ببغداد وأنا أسمع -رحمه الله- ومعي أخي الشيخ المقرئ الأوحد في فنه في وقته أبو العباس أحمد بن علي، أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران قراءة عليه وأنا أسمع، أنا أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج في شوال سنة ست وأربعين وثلاثمائة، ثنا محمد بن نعيم، ثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم، أنا حسين بن محمد المروروذي، ثنا فضيل بن سليمان، عن محمد بن أبي يحيى، عن أبي أسماء مولى ابن جعفر، عن أبي رافع رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعلي رضي الله عنه: ((أنه يكون بينك وبين عائشة أمر)) قال: أنا من بين #26# أصحابي؟ قال: ((نعم)) قال: فأنا أشقاهم إذا، قال: ((لا إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها)).

قال محمد بن نعيم: ثنا بهذا الحديث محمد بن يحيى عن أبي يحيى محمد بن عبد الرحيم ثم لقيته فقلت: ثنا به عنك محمد بن يحيى فحدثنا به.

غريب في مسند أبي رافع أسلم، وقيل إبراهيم، ويقال هرمز، وقيل ثابت مولى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكان قبطيا مملوكا للعباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ورضي الله عنهما فوهبه للنبي صلى الله وعلى آله وسلم، فلما بشر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بإسلام العباس اعتقه، عداده في أهل المدينة وأبو أسماء مولى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب لا يعرف له اسم، ومحمد بن [أبي] يحيى هو الأسلمي أبو عبد الله والد إبراهيم بن محمد بن [أبي] يحيى مولى أسلم مديني أوثق من ابنه إبراهيم، وفضيل بن سليمان أبو سليمان النميري من شيوخ الصحيحين لين من متشيعي البصرة، وأبو أحمد، ويقال أبو علي الحسين بن محمد المروروذي المعلم #27# من متثبتي أهل بغداد من رجال كتاب مسلم، وأبو يحيى محمد بن عبد الرحيم صاحب السابري يلقب صاعقة من شيوخ البخاري، ورواية محمد بن يحيى النيسابوري الإمام عنه بهذا الحديث عزيزة تدخل في رواية الأقران. والحديث دال على وجوب كف اللسان عما جرى بين الصحابة رضوان الله على جميعهم، وأن عفو الله تعالى يسعهم، وأنه عز وجل يغفره لهم بفضله.

Bogga 25

11- أخبرنا الشيخ أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر بمدينة السلام رحمه الله، أنا أبو بكر أحمد بن طلحة بن هارون المعروف بابن المنقي قراءة عليه، ثنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن بن النجاد، ثنا الحسن بن مكرم، ثنا حجاج بن محمد الأعور قال: قال ابن جريج: أخبرني يحيى بن عبد الله بن محمد بن صيفي، عن عكرمة بن عبد الرحمن أخبره، أن أم سلمة رضي الله عنها أخبرته، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حلف على أن لا يدخل على بعض أهله شهرا فلما مضى تسع وعشرون غدا عليهن أو راح فقيل يا نبي الله حلفت أن لا تدخل عليهن شهرا! فقال: ((إنما الشهر تسع وعشرون)).

صحيح المتن ثابت الإسناد محفوظ في مسند أم سلمة أم المؤمنين واسمها هند وهي بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم #28# المخزومي وكانت أول امرأة هاجرت إلى المدينة رضوان الله عنها، متفق على إخراجه في الصحاح من حديث أبي خالد وأبي الوليد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي مولى قريش. قال مخلد بن الحسين: ما رأيت خلقا من خلق الله تعالى أصدق لهجة من ابن جريج.ومن رواية حجاج بن محمد عنه، تفرد بإيراده مسلم بن الحجاج فرواه في صحيح كتابه عن هارون بن عبد الله عن حجاج. فكأن شيخي رحمه الله حدثني به عن أصحاب مسلم بن الحجاج وقع لي عاليا من حديثه بحمد الله ومنه.

Bogga 27

12- أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن القارئ رحمه الله بمدينة السلام، ثنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى بن زكريا البيع، ثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي القاضي، ثنا زكريا بن يحيى بن زكريا الباهلي، ثنا يحيى بن سعيد القطان، ثنا سفيان، حدثني أبو إسحاق عن علي بن ربيعة قال: كنت ردف علي رضي الله عنه فلما كبر ثلاثا وحمد ثلاثا ثم قال: ((سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين)) ثم قال: ((سبحانك لا إله إلا أنت إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)) ثم استضحك، فقلت: ما أضحكك؟، فقال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ففعل كما فعلت ثم استضحك فقلت: ما يضحكك؟ فقال: ((يعجب الرب عز وجل إذا قال العبد سبحانك لا إله إلا أنت إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)).

Bogga 28

محفوظ في مسند أمير المؤمنين وابن عم رسول رب العالمين أبي الحسن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي رضوان الله عليه، معروف برواية أبي المغيرة علي بن ربيعة الكوفي الأسدي ثم الوالبي بطن من بني أسد عنه، رواه عن علي بن ربيعة غير واحد، ورواه عن أبي إسحاق وهو عمرو بن عبد الله بن أبي شعيرة الهمداني ثم السبيعي بطن من همدان جماعة من الثقات، وأبو إسحاق من مكثري التابعين وقدمائهم وحفاظهم، له من علي بن أبي طالب رضي الله عنه رواية، وسفيان هو أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق أمير المؤمنين في وقته في الحديث والزهد والورع والعلم عال من حديث إمام أهل الحفظ في زمانه أبي سعيد يحيى بن سعيد بن فروخ القطان الأحول مولى بني تميم، ساويت في روايته عامة المشايخ المتقدمين الذين سمعوا من أصحاب عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، وسليمان بن أحمد الطبراني، وأبي محمد عبد الله بن محمد بن حيان أبي الشيخ ونحوهم.

Bogga 29

13- أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي قراءة عليه ببغداد وأنا أسمع مع أخي رحمه الله [وإياي]، أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الفارسي قراءة عليه وأنا أسمع #30# في رجب سنة تسع وأربعمائة، ثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء يوم الأحد لأربع بقين من جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، ثنا يوسف بن موسى القطان، ثنا إسماعيل بن علية، حدثني علي بن المبارك عن يحي بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((من جهز غازيا فقد غزى، ومن خلفه في أهله فقد غزى)).

هذا حديث عزيز الإسناد لاجتماع ثلاثة تابعين فيه، فإن يحيى بن أبي كثير يكنى أبا نصر تابعي من طبقتهم الأخيرة كان بصريا فانتقل إلى اليمامة وتوفي بها، وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري المديني من سادات الأشراف أدرك غير واحد من الصحابة، وبشر بن سعيد مولى الحضارمة من متعبدي أهل المدينة. حكم بصحته عامة أهل النقل وأوردوه في كتبهم من حديث يحيى بن أبي كثير وغيره.

Bogga 29

14- أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن النعالي رحمه الله، أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، ثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل إملاء للنصف من صفر سنة ثلاثين وثلاثمائة، ثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام، ثنا المعتمر قال: سمعت أبي، ثنا قتادة عن خليد بن عبد الله #31# العصري، عن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((ما طلعت شمس قط إلا وبجنبتيها ملكان يناديان يسمعان من على الأرض غير الثقلين يا أيها الناس هلموا إلى ربكم فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى، ولا آبت إلا وبجنبتيها ملكان يناديان اللهم من أنفق فأعقبه خلفا ، ومن أمسك فأعقبه تلفا)) أو كما قال.

العصريون بطن من عبد القيس، وخليد بن عبد الله يكنى أبا سليمان عداده في أهل البصرة صالح الحديث، وفي طبقته من قبيلته سمي له وهو خليد بن حسان أبو حسان العصري يحدث عن ابن مالك رضي الله عنه سكن بخارى كان أصله من البصرة أيضا، وفي الرواة عن أبي الدرداء خليد آخر وهو مولى أبي الدرداء شامي، وقد اجتمع في هذا الإسناد أيضا تابعيون ثلاثة بصريون سليمان بن طرخان التيمي أبو المعتمر، وقتادة بن دعامة، وخليد، وقع لي عاليا من حديث المعتمر بن سليمان عن أبيه، رواه أبو منصور الخطيب سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، عن أبي الشيخ، عن أحمد بن الحسن بن عبد الملك عن أبي الأشعث فكأني سمعته منه.

Bogga 30

15- أخبرنا أبو طاهر جعفر بن أبي بكر محمد بن الفضل العباداني بالبصرة رحمه الله، أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد #32# الهاشمي، ثنا أبو الحسن علي بن إسحاق المادرائي، ثنا علي بن حرب الطائي أبو الحسن، ثنا سفيان بن عيينة الهلالي، عن عمرو بن دينار، سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: لما نزلت {قل هو القادر على أن يبعث علكم عذابا من فوقكم} قال: ((أعوذ بوجهك {أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض} قال: ((هذا أوهن أو أيسر)).

هكذا وقع في نسختي مختل اللفظ ليس فيه ذكر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو من السباعيات الصحاح أورده البخاري منفردا به مسندا صحيح اللفظ عن علي بن عبد الله بن المديني عن سفيان بن عيينة.

Bogga 31

16- أخبرنا أبو طاهر جعفر بن محمد، أنا أبو عمر القاسم بن جعفر، ثنا علي بن إسحاق أبو الحسن، ثنا أبو الحسن علي بن حرب، ثنا سفيان بن عيينة، عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه أراه ذكره مرة عن عمر رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((تابعوا بين الحج والعمرة فإن المتابعة بينهما تنفي الذنوب والفقر كما ينفي الكير خبث الحديد)).

Bogga 32