المنصور، وقد أحضر ابن أبي ذئب والعلماء فقالوا: يا أمير المؤمنين، إن معن بن زائدة قد تعدى علينا وأساء فينا السيرة، وقد رضينا بابن أبي ذئب فقال له أبو جعفر: ما تقول في معن بن زائدة؟
قال: قولي فيه وعلمي به أنه عدو الله، يقتل المسلمين بغير حق والمعاهدين، ويحكم بغير ما أنزل ويفسد العباد والبلاد.
قال: ثم تقدم الغفاريون يشكون الحسن بن زيد وسيرته فيهم وقالوا: قد رضينا بابن أبي ذئب. فأطبق عليه ابن أبي ذئب وذكره بسوء.
فقال الحسن بن زيد: يا أمير المؤمنين، ذكرني بما قد ذكر فإن رأى أمير المؤمنين أن يسأله عن حال [أمير المؤمنين] عنده؟
فقال أبو جعفر: ما تقول في يا ابن أبي ذئب؟
فقال: اعفني.
قال: قد عزمت عليك.
قال: اعفني.
قال: لست أفعل.
قال: فبكى ابن أبي ذئب، ثم قال: تسألني عن نفسك، أنت أعلم بنفسك مني، وما عسى أن أقول فيك مما فيك، أنت والله الرجل الذي أمرر على المسلمين أمرهم، ظلمتهم، واعتديت عليهم، وسفكت الدماء الحرام، وأخذت الأموال من غير حلها ووضعتها في غير حقها، وأهلكت المسلمين، والفقراء، واليتامى، والمساكين.
قال محمد بن إبراهيم: وبين يدي أبي جعفر عمود فجمع الناس
Bogga 56