وقال حمزة وهو يزيد من سرعته: ياه!
وبدا عثورهما على تاكسي في تلك اللحظة يكاد يكون مستحيلا، ولكنهما وجدا واحدا كان في توصيلة إلى مصر الجديدة، وما كادا يضعان أقدامهما فيه حتى انطلقت العربة كالقذيفة وسأل السائق: على فين؟ - شارع خيرت أولا وبعدين الدقي.
فقال السائق وهو يضغط على البنزين: أما نروح شارع خيرت الأول، وإذا كان فيه وقت نشوف حكاية الدقي دي.
ومد حمزة يده واستخرج سيجارة من جيب سترته الأعلى، فسألته: أنت بتشرب سجاير واللا إيه؟ - أبدا، بشرب سيجارة كده كل 3 أيام، مش كيف، فاهماني ازاي؟ - بس بالطريقة دي حتبقى كيف. - ماتخافيش.
وسكتت فوزية قليلا ثم قالت: أنا كنت ناوية أجيبلك فلوس المرة دي، إنما 26 يناير ده لخبط الدنيا. - معلش. - إنما لازم حاترجع كل حاجة زي ما كانت، بل أقوى مما كانت. - لازم. - حترجع المعسكرات والكفاح المسلح وكل المعركة. - لا بد حترجع.
وسكت حمزة قليلا ثم أضاف: دلوقت أنا بقيت في حاجة ماسة ليكي عشان نخلص بعض حاجات، وأنا مش حاقدر أقابلك بعد كده بره، وحاليا قاعد في شقة واحد صاحبي محامي، وأنا معرفشي استعدادك إيه؟ فاهماني ازاي؟ ممكن تواصلي والا...
وفاجأته بقولها: اديني عنوان البيت، واجيلك إمتى؟ - أنا مش عارف نمرة البيت إنما حوصفهولك.
وبعد دقائق كان التاكسي يتلوى مع شوارع مصر، ثم يقف في بيت شارع خيرت قريبا من ميدان لاظوغلي، ورفض السائق أن يوصل حمزة إلى الدقي، ولكن تحت إلحاحه والورقة ذات الخمسين قرشا قبل.
ودق جرس الباب، وفتح بدير وقد ارتدى الروب دي شامبر فوق جلباب كستور، وحبك طاقية صوف بيضاء على رأسه وتعمم فوقها بكوفية.
وقال له بدير وهو يعود إلى جلسته: يا أخي سيبت ركبي، أنا افتكرت إنك أكيد اتمسكت، كنت فين؟ - كنت بدور على شغل. - ولقيت؟ - أيوه. - إيه؟ - حادي دروس خصوصية. - فين؟ - هنا.
Bog aan la aqoon