مافيش ميه عشان اغسل.
رابعا:
الساعة كام والنهارده إيه؟
خامسا:
تعرفي انك حلوة زيادة عن اللزوم؟ - أولا: النضارة أنت قاعد عليها وباينة منها حتة، وأنا جيت ومالقيتش إلا انت والمرحوم بس، والساعة الحادية عشرة من صباح يوم الجمعة الموافق كذا وعشرين من شهر فبراير سنة ألف وتسعمائة واحد وخمسين ميلادية، وأم محمود جابت الميه الصبح وح احط عليك تغسل، وانت اسمح لي كداب يا عزيزي حمزة حين تدعي أني جميلة من غير ما انت شايفني.
وكانت تقول هذا وحمزة قد قام ملسوعا يبحث عن النظارة خوفا من أن تكون قد أصابتها مصيبة لا تحمد عقباها، ووجدها سليمة والحمد لله فوضعها على عينيه، وثنى رأسه يمينا ويسارا مدعيا أنه يتفرج على فوزية، وقال بسخرية: يا خسارة نضارتي معمولة للنظر بس، لازم أعمل واحدة تانية لجمالك. - يالله يا حمزة مش فاضيين.
وقام، وفي الفناء الموحش وقف وركع خافضا رأسه وفوزية تصب عليه من الإبريق، وهو يتعمد أن يقترب منها حتى «تطربشها» قطرات الماء، وهي تخطو لتبعد عنه فيخطو ويقترب، وهكذا انقلب الغسيل إلى مطاردة مرحة لفا فيها الحوش مرات، وانتهت بأن صبت فوزية غير قليل من الماء في ظهره.
وعاد حمزة إلى الحجرة الأخرى وشعره مشعث، وقطرات مياه تتساقط من وجهه وقطرات أخرى تتساقط في سلسلة ظهره، وابتسامات كثيرة تنهمر من ملامحه، وناولته فوزية المشط وهي تقول: فطارك أهه.
وكشفت فوطة كانت تغطي جزءا من سطح المائدة الكبيرة الموضوعة في الركن، فبدت أشياء سال لها لعابه؛ فهو فوق شغفه الكبير بالطعام لم يكن قد تناول شيئا منه منذ غداء الأمس، فإذا به وجها لوجه أمام إفطار فاخر: فول بالزبدة، وبيض مقلي، وجبنة من ذوات الاسم الطويل، وطماطم حمراء مقسمة وعليها شطة وخل تماما كما يحبها، وزيتون أسود وأخضر، والأهم من هذا وذاك براد الشاي الذي كان لا يزال البخار يتصاعد من بزبوزه.
وقال حمزة: أنت أروع فوزية في الدنيا، بس بدي أعرف عملت البيض ده ازاي؟ - حتعرف كل حاجة يا سيدي، أصلي جبت لك وابور سبرتو وكنكة وبراد شاي وسكر وشوية حاجات كده. - وجبت فلوس منين؟ - حتعرف كل حاجة بس ما تستعجلشي على رزقك. - طيب تعالي بقى.
Bog aan la aqoon