Sir Mungo W. MacCallum ، وعنوانه شخصية بروتس - مع ما في هذا من جور على المسرحية وعلى شخصية بروتس الدرامية نفسها - إلى الاهتمام الذي يبديه «هارلي جرانفيل باركر»
Harley Granville-Barker
بجوانب أخرى في هذه الشخصية، وهي الجوانب الإنسانية التي تجعل من بروتس ضحية لتلك القيم نفسها ومن ثم تدينها؛ بل إن جرانفيل باركر ينتهي إلى القول بأن شيكسبير قد اكتشف استحالة «هضم المثال الروماني شعرا» (أي أن المثل الرومانية لم تتحول إلى شعر درامي على الإطلاق)، ومن ثم لم ينجح في تصوير بروتس في صور بطل مأسوي - وقد أعاد جرانفيل باركر كتابة دراسته ونشرها عام 1946م - قبل أن ينشر «جون بامر»
John Palmer
كتابه الشهير الشخصيات السياسية عند شيكسبير عام 1948م، وفيه يقول إن شيكسبير يضع بروتس - في الحقيقة - في موضع التهكم الساخر، وهو يلخص وجهة نظره في أول عبارة له عن بروتس في الكتاب؛ إذ يقول: «إن الخصال التي يتحلى بها بروتس هي نفس الخصال التي حرمت كل ليبرالي ذي ضمير حي من القدرة على التأثير في الحياة العامة في كل عصر من العصور.» ويضيف قائلا إن حياته السياسية هي باختصار «مجموعة من الخطوات العملية التي لا مبرر لها إلا «مبادئ» لم تعد صالحة للمجتمع الذي يعيش فيه؛ بل إنها توقعه في عواقب لم يكن يحسب لها حسابا ولا يستطيع أن يواجهها مواجهة إيجابية.» وهو يقارن بينه وبين سائر الشخوص في المسرحية؛ ليبين أن بروتس منفصل عن واقعه (إذ إن كاشياس مثلا يرى حقيقة ذاته ويعترف بها ببساطة)، ثم يقول: «ربما كان بروتس يقوم بتمثيل دور ما، ولكنه دور يقوم على كذبة أساسية في شخصيته، وهي الكذبة التي تضطره إلى إحلال شخصية عامة محل الإنسان الطبيعي في نفسه، وتدفعه إلى قتل قيصر حتى يحقق المبادئ التي يعتنقها، وتجعله ينهض بدور السياسي وهو يفتقر إلى الذهن اللازم لذلك والخصائص النفسية اللازمة لحمل تلك الرسالة؛ بل وتدفعه إلى مخاطبة الغوغاء بمنطق العقل، وهو لا يشارك هؤلاء الغوغاء مزاجهم النفسي أو منطقهم العقلي، وهي الكذبة التي لا بد أن تفرض نفسها عاجلا أم آجلا على أي مثالي يدخل معترك الحياة العامة ويجد أن عليه أن يستخدم الوسائل التي يحتقرها لتحقيق غايات لا تتصل اتصالا حقيقيا بالحقائق السياسية من حوله.»
ويعتقد «بامر» أن بروتس وكاشياس يرتكبان سلسلة من الأخطاء في الجزء الأخير من المسرحية حتى لحظة الهزيمة المحتومة - فهما «رجلان مرهقان يائسان .. ينشدان نهاية سريعة» - ويعلق على ذلك قائلا إن الهزيمة تعتبر إنقاذا لبروتس من الدور المزدوج الذي يلعبه - دور الحياة العامة والخاصة - وهي تشفيه من هذه الكذبة. وعندما نراه وقد طرح «الدور العام» واستعاد اطمئنان الإنسان الذي يهنأ بإخلاص أصدقائه نرى فيه - بعد فوات الوقت - الرجل ذا النفس الخاصة والعامة .. ومن ثم فإن الانطباع النهائي الذي نخرج به في رأي «بامر» هو الشفقة والتأسي لمصيره.
ومعنى التغير في النظرة إلى مسرحية يوليوس قيصر هو العزف عن ربطها بالتاريخ، واعتبارها كما يقول «لنارد. ف. دين» «مسرحية من المسرحيات المشكل، تتميز بمفارقتها السياسية والأخلاقية والنفسية، وهي المفارقات التي لا شك في أنها حديثة وذات طابع إنساني.» ويتفق مع هذا الرأي
Ernest Schanzer
في دراسته المنشورة في مجلة
Shakespeare Querterly II (صيف 1955م) بعنوان «مشكلة مسرحية يوليوس قيصر»؛ إذ يسوق الأدلة على أنها مسرحية مشكل (
Bog aan la aqoon