لا، ولا عندي أفانين الأدب
كي أثير العقل والقلب لديكم،
بل أنا ألقي كلامي
كيفما يأتي لشفتي!
أقول إنني أترك للقارئ الحكم على مدى ابتعادها (أو اقترابها) من الأصل، وإن كان لا بد لي أن أشير إلى أن الموسيقى الغلابة هنا، والقافية غير المقصودة ، تجوران على الأصل ذي الإيقاع الخافت الذي يقترب كثيرا من النثر! ويكفي أن أقول إن أنطونيو لو تحدث هكذا - بالنظم العربي الجهوري - لأحس الجمهور بفن الصنعة الذي لا ينبئ عن نفس صافية صادقة. فالموقف الدرامي يرفض غلبة الموسيقى هنا التي قد تخلب الأذن دون أن تصل إلى العقل أو القلب، وأنطونيو يحاول أن يصل إلى قلوب السامعين وعقولهم لا أن يخلب آذانهم! ومن ثم كان قراري بأن البديل النثري أقرب إلى تحقيق المقابل الدرامي من المقابل المنظوم، مثلما كان قراري بالالتزام بالعربية المعاصرة بمستوياتها المتعددة.
أما اعتراضي على الترجمتين السابقتين لهذه المسرحية فله أسباب كثيرة؛ فالترجمة الأولى (عبد الحق فاضل، ومصطفى حبيب) تلتزم المنهج الحرفي الذي تخطيناه منذ زمن بعيد، وهو المنهج الذي يصفه درايدن في دراسته عن ترجمة فيرجيل (انظر مقالات درايدن
Essays of Dryden - وفي ظني أنها لم تترجم حتى الآن إلى العربية) بأنه منهج الالتزام بالألفاظ في أبنيتها الأصلية بغية إيضاح معناها وحسب (
metaphrase ). أقول إننا تخطينا هذا المنهج في الترجمة الأدبية منذ زمن بعيد، وإن كان بعض زملائنا من المترجمين في الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة ما زالوا يدعون إليه في الترجمة «العامة»، ولهم العذر في هذا؛ فهم لا يسمحون بالتصرف خشية وقوع المترجمين غير الأكفاء في الأخطاء؛ إذ إن ارتفاع أجور المترجمين في تلك المنظمة الدولية قد اجتذب الكثيرين من المبتدئين أو غير الموهوبين، وأخطاؤهم - كما لا يخفى على اللبيب - قد تتسبب في متاعب جمة، بل قد تضر بالعلاقات فيما بين الدول. وقد أدى هذا المذهب إلى ركاكة عامة في الأسلوب نتيجة التمسك بترتيب الألفاظ والتراكيب في الأصل الإنجليزي، وسوء الفهم أحيانا.
فمن أمثلة الركاكة ترجمة البيتين التاليين:
I has as lief not be as live to be
Bog aan la aqoon