Dadaallada Masraxiyadeed ee Qabbani ee Masar

Sayid Cali Ismaaciil d. 1450 AH
105

Dadaallada Masraxiyadeed ee Qabbani ee Masar

جهود القباني المسرحية في مصر

Noocyada

كلمة أخيرة يجب أن تكون إطارا لصورة القباني السابقة، بوصفه صاحب رسالة، وقائدا لحركة الإحياء في المسرح. وهذه الكلمة تتمثل في عبارة واحدة تقول: «القباني هو الفنان الشامل الرائد المؤثر في بدايات تاريخ المسرح العربي في مصر!» وهذه العبارة أقولها من غير مجاملة، أو شعور بالعاطفة نحو شخصية أكتب عنها؛ لأن معطيات الواقع الفني تبررها، وحقائق التاريخ تؤكدها، والمنطق العقلي يقبلها.

القباني كان صاحب الفرقة وكاتبها ومخرجها وبطلها وملحنها ومطربها! من كان مثله من المسرحيين باستثناء صنوع المشكوك في نشاطه وريادته؟ حتى ولو ظهر الدليل - الذي لم نعثر عليه حتى الآن - على نشاط صنوع المسرحي، لن نجد دليلا يثبت أنه كان مطربا أو ملحنا، وبالتالي تنتفي منه صفة الشمول. وهذه الصفة تنتفي أيضا من جميع أصحاب الفرق المسرحية طوال القرن التاسع عشر في مصر! فسليم النقاش لم يكن مطربا أو ملحنا، وكذلك يوسف الخياط وسليمان الحداد وسليمان القرداحي وإسكندر فرح وميخائيل جرجس.

أما كون القباني رائدا مؤثرا في المسرح العربي، فهذه نتيجة منطقية؛ لأن المقصود بالتأثير الاستمرار، وليس البداية الريادية بوصفها الأول في الترتيب. ومن خلال هذا المعنى يصبح القباني رائدا مؤثرا؛ لأن فرقته استمرت في مصر (16) ست عشرة سنة من 1884 إلى 1900م، وهي أطول فترة من جميع الفرق المسرحية التي عملت قبله أو بعده بصورة مستمرة - باستثناء فرقتي الحداد والقرداحي، اللتين يصعب تتبع نشاطهما لتوقفهما سنوات طويلة - ففرقة سليم النقاش لم تكمل سنتها الأولى، وفرقة يوسف الخياط التي خرجت من عباءة النقاش استمرت (11) إحدى عشرة سنة، وجوق السرور لميخائيل جرجس استمر (12) اثنتي عشرة سنة، وفرقة إسكندر فرح - التي تشكلت من ممثلي القباني - استمرت (14) أربع عشرة سنة، وفرقة سلامة حجازي - التي تشكلت من ممثلي إسكندر فرح - استمرت (12) اثنتي عشرة سنة.

وإذا كانت ريادة القباني مؤثرة في قيادته لفرقته طوال هذه الفترة، فهي مؤثرة أيضا في ريادته للكتابة المسرحية التراثية؛ فمن غير القباني كتب ومثل أكثر من عشرين مسرحية عربية فصيحة - نثرا وشعرا - مستلهما فيها التراث العربي؟! لا يوجد؛ فمعظم الفرق المسرحية كانت تمثل المسرحيات المترجمة والمعربة، وكذلك كان شأن الكتاب يترجمون أو يعربون، باستثناء الشيخ إبراهيم الأحدب، وإن كانت مسرحياته المخطوطة - التي نشرت مؤخرا - تحتاج إلى مراجعة وتدقيق، فمنها مسرحيات نسبت إليه وهي للقباني.

وريادة القباني المؤثرة في قيادته لفرقته، وكتابته للمسرحيات التراثية، وتمثيلها؛ يضاف إليها أيضا ريادته المؤثرة في المسرح الغنائي! فمن قبل القباني قدم مسرحيات غنائية كاملة متكاملة مستمرة؟! لا يوجد؛ فقد حاول قبله سليم النقاش وسليمان الحداد وسليمان القرداحي؛ ولكن تجاربهم لم تكتمل. وعندما نجح وتفوق عليه إسكندر فرح - ساعده الأيمن - بمساعدة سلامة حجازي، كانت ريادة المسرح الغنائي كتبت باسم القباني.

وآخر ريادة مؤثرة تحسب للقباني هي ظهور بواكير المسرح الاستعراضي على يديه، عندما أدخل - ولأول مرة - رقص السماح في المسرح المصري، وهو لون استعراضي لم ينافسه فيه أحد!

خاتمة

هكذا كان أحمد أبو خليل القباني الأديب، الذي أحيا التراث العربي في مسرحياته بصورة مشرقة، وأسس مسرحا عربيا مطبقا فيه رؤيته لحركة الإحياء في المسرح. إنه القباني البليغ الذي التزم الفصحى في كتاباته وعروضه؛ لتكون سدا منيعا ضد مروجي العامية. إنه القباني الشاعر الذي عبر بشعره المسرحي عن خلجات النفس، وابتكر فكرة التبييت في الشعر، ومزج النثر بالشعر بالموشحات في حواره المسرحي، واقتبس النماذج الشعرية المتألقة من تراثنا العربي الأصيل؛ لتكون أسلوبا تربويا تعليميا مؤثرا في جمهوره، وأعاد صياغة أشعار الآخرين وفق رؤيته المسرحية، فنثر الشعر ونظم النثر. إنه القباني الأستاذ الذي تأثر بكتاباته المؤلفون، وبعروضه المسرحيون. إنه القباني الفنان الذي عرفنا برقص السماح، إنه القباني المنظر، صاحب تنظير الرسالة المسرحية ومطبقها، إنه القباني الملحن الموسيقي الكبير، حامل لواء إحياء التراث في المسرح العربي.

القسم الثاني

التوثيق

Bog aan la aqoon