وذهب إلى قونية، فاعترضه في طريقه دكان حلوى تعرض فيه أصناف الفطائر والفاكهة المسكرة صابحة شهية فأهوى عليها يأكل منها بلا استئذان، وأهوى صاحب الدكان عليه بالعصا يريد أن يحول بينه وبين حلواه، فتغابى جحا وراح يثني على أهل قونية، ولم يزل يقول: يا لكم يا أهل قونية من قوم كرام، تطعمون الناس بالعصا والكرباج! (3-13) ماذا يفعل الحذاء؟
ولبس حذاء جديدا، فنظر إليه بعض الشطار وأرادوا أن يحتالوا عليه ليسرقوه، فسألوه: أتستطيع أن تصعد على هذه الشجرة وتأتي بشيء من ثمرها؟
قال: نعم، فكم جعلتم؟
فأعطوه ما تيسر لهم وانتظروا أن يخلع حذاءه ليصعد، فلم يفعل، بل صعد على الشجرة ومعه حذاؤه تحت إبطه.
قالوا: وماذا تصنع بالحذاء على الشجرة؟
قال: إذا ألقيت إليكم الثمر فماذا يعنيكم من الحذاء؟ أما أنا فلعلي أجد لي طريق سفر من أعلى الشجرة فأذهب ولا أعود إليكم. (3-14) لولاك يا كمي
وذهب إلى وليمة بثياب العمل، فطرده الخدم من الباب، فعاد إليهم بثيابه المدخرة، وعليه حلة من الحلل التي يخلعها عليه الأمراء، فأكرموه وتقدموه إلى مكان المائدة، فغمس كمه في الصحان واحدة بعد واحدة، وطفق يقول له كأنه يناجيه: «كل، كل يا كمي، فلولاك ما وصلت إلى هذا الطعام! (3-15) ماذا أضاعت؟
وقيل له: إن امرأتك أضاعت عقلها، فأطرق يتأمل، وقام إلى داره يبحث فيها.
قالوا: ماذا تصنع يا جحا؟
قال: إنكم تقولون إنها أضاعت شيئا، ولن يكون ذلك الشيء عقلها، فإنني لا أعرف لها عقلا تضيعه! (3-16) بالدور
Bog aan la aqoon