52

Juha Dahik Mudhik

جحا الضاحك المضحك

Noocyada

وقال: المنتفخ المتكبر اسمه مستهزئ عامل بفيضان الكبرياء.

وقال: اضرب المستهزئ فيتذكى الأحمق.

وقال: بمعاقبة المستهزئ يصير الأحمق حكيما.

وقال: المستهزئون يفتنون المدينة، أما الحكماء فيصرفون الغضب.

وقال: الابن الحكيم يقبل تأديب أبيه، والمستهزئ لا يسمع انتهارا. •••

وكتاب «الأمثال» أكثر الكتب في العهد القديم إشارة إلى الهزء والاستهزاء وهو تكرار يوافق طبيعة السفر كله؛ لأن الأمثال سفر الحكمة والتجربة وهما نقيض الاستهزاء الذي يستخف صاحبه بجميع الأمور ولا يزال كذلك حتى تهديه تجارب الأيام إلى الاعتبار بالحوادث وبعد النظر في عواقب الأمور، فإذا هو ينظر إليها كما قال الشاعر العربي:

أمور يضحك السفهاء منها

ويبكي من عواقبها اللبيب

وليس في كتب العهد القديم كتاب تكررت فيه الإشارة إلى الاستهزاء كما تكررت في كتاب «الأمثال»، ولكنه جاء في بعض الكتب على ندرة واختلاف يسير في المعنى، وكادت قصة سارة في سفر التكوين أن تنم عن ضحك بمعنى الاستغراب والاستعظام؛ لأنها لا تستهزئ بالبشارة ولكنها تستغربها ولا تطمئن إليها لأول وهلة، ولهذا يروي الإصحاح الثالث عشر عنها أنها ضحكت في باطنها وأنها أنكرت الضحك حين سمعت من ضيوف إبراهيم سؤالا فيه شيء من صبغة الملام:

وقالوا له: أين سارة امرأتك؟ فقال: ها هي في الخيمة، فقال: إني أرجع إليك نحو زمان الحياة - أي الربيع - ويكون لسارة امرأتك ابن. وكانت سارة سامعة في باب الخيمة وهو وراءه، وكان إبراهيم وسارة شيخين متقدمين في الأيام، وقد انقطع أن يكون لسارة عادة كالنساء فضحكت سارة في باطنها قائلة: أبعد فنائي يكون لي تنعم وسيدي قد شاخ؟ فقال الرب لإبراهيم: لماذا ضحكت سارة قائلة: أفبالحقيقة ألد وأنا قد شخت؟ هل يستحيل على الرب شيء؟ في الميعاد أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة ابن، فأنكرت سارة قائلة: لم أضحك؛ لأنها خافت، فقال: لا، بل ضحكت.

Bog aan la aqoon