أو يقول فرنكلين وهم يكتبون وثيقة الاستقلال: «يجب أن يتعلق بعضنا ببعض وإلا تعلقنا على انفراد».
أو يقول الشيطان: «الفضيلة في الوسط»، وهو يجلس بين رجلين من رجال السياسة!
أو يقول قدح الماء للبرشامة: «تقدمي وأنا بعدك»، وفيها مثل لظاهر التحية وباطن الاشتراك في البلاء!
أو تقول الفتاة لمن يغازلها: «أنا كالقاطرة، إن لمستني صرخت!»
ومما أحصاه الفكاهيون المعاصرون من أساليب التعبير الفكاهي أسلوب القلب والعكس، ومن أمثلته: «إن الحب يذهب بالزمن، وإن الزمن يذهب بالحب»، ومنها: «إن بعضهم يحب أن يشاهد الصور المتحركة، وبعضهم يشاهد الصور المتحركة ليحب»، ومنها: «إن الإنسان يخلق المتاعب، وإن المتاعب تخلق الإنسان»، ومنها: «إن من يتعمق إلى أساس الأمور ترفعه الأمور إلى الذروة العليا»، ومنها: «ليس الضحك بداية سيئة للصداقة ولكنه نهاية حسنة».
وتكرار الكلمة في مواضعها فن من فنون الفكاهة، كتكرار ذكر الذكاء في هذه العبارة: «الفتاة الذكية أذكى مما يبدو عليها؛ لأن الفتاة الذكية لا تبدي ذكاءها ...»
أو هذه العبارة: «غير المتوقع يقع أحيانا حين لا تتوقع من المرء ما هو خليق أن يقع منه».
أو هذه العبارة: «علينا أن ننسى أنفسنا لنشعر بالسعادة، ولكننا لا نسعد إذا نسينا أن ننسى أنفسنا».
والنسيان المعهود في العلماء والمعلمين يضحك أو يحسب من أسباب الفكاهة، وتروى لذلك قصص كثيرة هذه أمثلة منها:
جلس أستاذ في مكتبه بالمنزل وهو في قلق شديد على زوجته التي أدركها المخاض، وإذا بقريبة له تقتحم المكتب لتبشره بولادتها وتصيح به: «إنه ولد» ... ويكون قد ذهل عما حوله فيسألها: «وماذا يريد؟!»
Bog aan la aqoon