ففي المتوسط يقطع الإنسان على قدميه ما بين 20 و25 كيلومترا في 24 ساعة، باعتبار متوسط السرعة 4-5 كيلومترات في الساعة - إذا لم نأخذ في اعتبارنا طبيعة الأرض التي يخترقها (سهلية أو مضرسة شديدة الانحدار - رملية أو حصوية أو ترابية أو طينية - مكشوفة أو مليئة بالأدغال والأشواك والأشجار - مستقيمة أو تتعدد فيها العوائق المائية)، وباعتبار أن هناك طاقة محدودة للسير خلال اليوم الواحد قد لا تزيد في مجموعها عن خمس ساعات.
شكل 1-1: تطور العجلة (الدولاب): نماذج من الصين. (1) عجلة خشبية لا تدور حول محور. (2) عجلة ثقيلة من ألواح خشبية تدور حول محور خشبي أو معدني. (3) العجلة العادية (خشبية بإضافة إطار حديدي). الصورة الأولى نقلا عن:
R. Beals & H. Hoijer, “An Introduction to Anthropology” Collier, New York 1967 . الصورة الثانية والثالثة معدلتان عن:
Rudolf P. Hommel “China at Woak”, M.I.T., London. New ed. 1969 .
وفي المتوسط تقطع العربات التي تجرها الحيوانات بين 40-80 كيلومترا في 24 ساعة باعتبار متوسط السرعة 10-18 كيلومترا في الساعة وباعتبار طبيعة الطريق وانحداراته وضرورة تغيير حيوان الجر.
وفي المتوسط، ولأسباب خاصة، كان يمكن للرسل الذين يحملون أوامر أو رسائل بين القيادة العسكرية والحكم السياسي في الدولة الرومانية أن يقطعوا حوالي 300 كيلومتر في 24 ساعة على الطرق الرومانية، مع اعتبار ضرورة تغيير الجواد عدة مرات. وكذلك كان يمكن لعربة خيل أن تقطع بين 120 و180 كيلومترا لأسباب مماثلة، وهي كلها أسباب وظروف غير عادية.
أما اليوم فإن سفينة سريعة يمكن أن تقطع ألف كيلومتر خلال 24 ساعة، بينما يقطع قطار الحديد السريع 1500 كيلومتر في تلك الفترة الزمنية، وتلف الطائرة حول الكرة الأرضية أيضا خلال هذه الفترة (متوسط سرعة طائرة الركاب الحالية بين 800 وألف كيلومتر في الساعة)، وفي كل وسائل النقل الحديثة لا توجد اعتبارات إنهاك الطاقة التي تميز الحركة البيولوجية عند الإنسان والحيوان؛ ومن ثم فإنه يتأتى لمثل هذه الوسائل أن تظل سائرة دون الحاجة إلى الراحة اللازمة للكائنات الحية. (4) نقل الأخبار
لم نتكلم حتى الآن عن نقل الأخبار بكافة صورها؛ وذلك لأنها تختلف كثيرا عن نقل البضائع والأشخاص بحكم طبيعتها التي تستلزم وسائل أخرى غير وسائل النقل العادية، وخاصة قبل أن تكتشف الشعوب حروف الكتابة.
ولهذا يمكننا أن نقسم الأخبار المنقولة إلى قسمين أساسيين:
أولا:
Bog aan la aqoon