Jughrafiyadda Siyaasiga ah

Maxamed Riyaad d. 1450 AH
217

Jughrafiyadda Siyaasiga ah

الأصول العامة في الجغرافيا السياسية والجيوبوليتيكا: مع دراسة تطبيقية على الشرق الأوسط

Noocyada

خريطة (33): تقسيم فلسطين وجيوبوليتيكية المياه.

خريطة (أ) تقسيم الأمم المتحدة عام 1948: (1) المنطقة العربية. (2) المناطق اليهودية. لاحظ أن الحدود غير صالحة للدفاع أو الهجوم لكل من الطرفين.

خريطة (ب) تقسيم فلسطين 1949: (1) المناطق العربية. (2) المناطق اليهودية. (3) المناطق التي احتلتها إسرائيل من العرب وعدلت بها الحدود لصالح إنشاء دولة موحدة الأراضي مع خنق المناطق العربية في صورة جيوب صغيرة.

خريطة (ج) صفت إسرائيل الشكل الغريب للحدود كما رسمتها الأمم المتحدة 1948 وذلك لكي تنفذ مشروعات حيوية هي: (1) سحب مياه الأردن في خط أنابيب ضخم لري المناطق الداخلية من السهل الساحلي الجنوبي، وجزء يسير من شمال النقب. (2) إنشاء خط أنابيب لنقل البترول من خليج العقبة إلى ساحل البحر المتوسط، وذلك لتحقيق هدفين: أولهما إمداد إسرائيل بالبترول دون اللجوء إلى الملاحة في قناة السويس، والثاني كمقدمة لأن تصبح إسرائيل من دول ترانزيت البترول مثلها مثل سوريا ولبنان ومصر.

والمتتبع لحركة الاستيطان الصهيوني الأولى يجد أنها كانت تتركز في القطاع الممطر من فلسطين، سواء على السهل الساحلي أو سفوح هضبة الجليل أو سهل مرج بن عامر، وفي القسم الأول لفلسطين عام 1948 اختص اليهود بالقسم الممطر كله (باستثناء هضبة الجليل) بالإضافة على النقب في معظمه، وفي عام 1949 أكملوا احتلال الجليل والنقب ومنطقة شمال غزة وأجزاء كثيرة متاخمة للضفة الغربية ولسان امتد حتى القدس (انظر الخريطة 33).

وقد كان التوسع الإسرائيلي في شمال ووسط فلسطين له مبررات مختلفة عن إحكام قبضتهم على كل النقب، فقد كان المبرر الاستراتيجي من احتلال كل النقب يهدف إلى تدعيم إضعاف العالم العربي بشطره قسمين، تمهيدا لمزيد من التوسع، وبالإضافة إلى ذلك فإن النقب وخليج العقبة يحقق أغراضا اقتصادية: التجارة مع منطقة المحيط الهندي في آسيا وأفريقيا الشرقية، وتموين إسرائيل بالبترول دون اللجوء إلى المرور عبر قناة السويس، ولذلك أنشأت إسرائيل خط أنابيب من إيلات إلى عسقلان (قطره 42 بوصة، وبدء العمل فيه عام 1969، طاقته 13 مليون طن)، ولا شك في أنها قد تهدف في النهاية أن تكون إحدى دول عبور البترول، مثل مصر وسوريا ولبنان والأردن (انظر خريطة 34)، ويبرر هذا الاحتمال ما تقوله المصادر إن بالإمكان زيادة طاقة خط أنابيب إيلات-عسقلان إلى 60 مليون طن في السنة!

أما التوسع الإسرائيلي في وسط وشمال فلسطين فهو نابع عن استراتيجية المياه في الخطط الإسرائيلية التي هدفت إلى إنشاء خط أنبوبي كبير يسحب المياه من بحيرة طبرية عبر منخفض البطوف، ويمتد في السهل الساحلي لري أراضي الكنتورات العليا وراء هذا السهل، وخاصة المنطقة الممتدة من تل أبيب إلى ما وراء قطاع غزة،

2

ويسمى هذا الخط «ناقل المياه الوطني

National water Carrier » ويعد عصب الزراعة في القسم الجنوبي من السهل، ومثارا لفخر اليهود أنهم حولوا أراضي صحراوية إلى أراض زراعية، وهذا في مجمله من قبيل الدعاية، فما زالت الأراضي الصحراوية صحراء جرداء باستثناء مشروعات محدودة المساحة ذات تكلفة عالية.

Bog aan la aqoon